انتقدت الصحافة الروسية والزعيم السوفيتى ميخائيل جورباتشوف, إعلان رئيس الوزراء الحالى والرئيس الروسى السابق فلاديمير بوتين الترشح للرئاسة لدورتين متتاليتين حتى عام 2024 . وأشارت الصحافة الروسية إلى أن الأوضاع تتحدد بشكل مسبق مما يثير الرتابة والملل . وأعرب جورباتشوف عن أمله فى تحقق الديمقراطية الحقيقية كما يطمح الشعب الروسى بعد اعتياده لسنوات عديدة على الأوضاع المحددة والمعدة مسبقا. ونشرت صحيفة نوفايا جازيتا رسما كاريكاتيريا كتب عليه "روسيا تسير كما هى حتى 2024"، وأضافت الصحيفة أن فلاديمير بوتين وميدفيديف وعددا من المسئولين الروس أصيبوا بشيخوخة وصدورهم المزينة بالأوسمة تذكرنا بالقادة القدامى فى العهد السوفيتى . وأضاف جورباتشوف أن الأمور لن تتقدم إذا لم يعتزم الرئيس الجديد تنفيذ تغيرات حقيقية فى جميع الأنظمة وإلا لن يتحقق مستقبل للبلاد. كان جورباتشوف قد انتقد النزعات الاستبدادية عند بوتين، كما انتقد حزبه روسيا الموحدة الذي يسيطر على الأغلبية فى مجلس النواب الروسى الدوما والذى يتشابه مع الحزب الشيوعى فى العهد السوفيتى . أوضحت الصحف الروسية أن فلاديمير بوتين أعلن السبت الماضى خوضه الانتخابات الرئاسية فى مارس 2012 فى انتخابات تغيب عنها المعارضة الحقيقية والتى غابت على مدى الدورتين السابقتين فى الكرملين 2000 إلى 2008 . وكشفت الصحف أن ترشيح بوتين يعنى عودته إلى الكرملين معلنا عن سيطرة عملاء المخابرات الروسية السابقين "كى جى بى " على الحياة السياسية الروسية . تصدر عنوان بوتين إلى الأبد مانشيت صحيفة "موسكوفسكى كومسوموليه " ، وأسفله عنوان حول توقف التاريخ فى روسيا "بوتين هو الماضى والحاضر والمستقبل" . أما صحيفة جازيتا الإلكترونية، فقد كتبت أن حزب روسيا الموحدة فى السلطة والبلاد معه فمن الطبيعى أن يصبح رئيس الحزب رئيسا للدولة. وأشارت المجلة الاقتصادية فيدوموستى إلى أن تبادل كرسى الرئاسة بين بوتين وميدفيديف لا يعطى أى إشارة برغبة المسئولين الروس فى حل مشاكل الدولة ولا حتى على المدى البعيد، فالصفوة الذين يحتلون مقاعد المسئولين يختارون الحلول البسيطة والسهلة ليظلوا فى السلطة وتظل المشاكل تتفاقم على الهامش. كما أشارت صحيفة "موسكوفسكى كومسوموليه" فى معرض تناولها الأمر إلى أن بوتين يتمتع بشعبية كبيرة بالرغم من وجوده لاثنى عشر عاما فى الحكم لكن عليه أن يواجه قضية إصابة المجتمع الروسى بإحباط واكتئاب نفسى بسب ثبات الوجوه التى تحكمه.