بعزيمة لا ينكرها إلا جاحد أبلت مصر بلاء حسنا على مدار العامين الماضيين في مكافحة الارهاب للحد الذي يجعل ألد خصومها «الولاياتالمتحدةالامريكية في المقام الأول» يعترفون بنجاحها في أن تضيق الحصار على الأعداء الدين يريدون للنظام أن ينهار ولشمس الدولة أن تغيب للأبد... على مدار تلك الفترة التي كانت خلالها مصر مهددة وجودياً عبر أيادٍ لا تعترف بشيء اسمه الوطن وتكفر بالدستور وبمن شارك في إعداده، نجحت مصر عبر جيشها الذي ينتقل من معركة الى أخرى في توجيه ضربات شديدة التأثير للجماعات المسلحة في سيناء ومناطق اخرى من أرض الوطن. ولأن المعركة ضد تلك القوى التي لا تريد للدولة أن تحافظ على نفوذها طويلة النفس فينبغي بحسب خبراء أن يشهد العام الجديد تطوراً في آليات مكافحة الارهاب لمواكبة ذات التطور المناوئ الذي تقوم بها الايادي التي لا تريد للمصريين أن ينهضوا كي يحتلوا المكانة التي يستحقونها كما كانوا في فجر التاريخ الانساني وعلى مدار فترات مختلفة، ومن أبرز ما يعتبره الخبراء ضرورة عاجلة العمل على تجفيف منابع الارهاب كي تسترد أنفاسها وتمضي قدماً في مسيرة النهضة، وكل الدلائل تشير بالفعل الى أن الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي قطعت شوطاً كبيراً في عبور الرمال المتحركة التي اراد خصومها أن يقيدوها في تلك الدائرة على أمل أن تدخل في مضمار السيناريو السوري أو العراقي وهو الأمر الذي لم يكن يتم لولا تدخل القدر وصدق النوايا وعزيمة القيادة وتلاحم الجيش مع الارادة الشعبية التي قايضت الخوف بالعزيمة والتردد بالاصرار.. وكما يجمع خبراء الأمن فإن العام القادم سيشهد مواجهة شرسة يتعاون فيها الشعب مع الجيش والشرطة للقضاء على الارهاب وإعلان قدوم خريفه مبكراً بعد أن تساقطت أوراقه واحدة تلو الأخرى. سياسات جديدة في معرض تأملنا لخريطة العام المقبل في مجال التصدي للتهديدات التي نواجهها، يقول اللواء محمد صادق – مساعد وزير الداخلية السابق وخبير مكافحة الارهاب - علي الدولة أن تواكب التطور في وسائل مكافحة الإرهاب، وضرورة تغيير الاستراتيجية الأمنية في التعامل مع الجماعات الإرهابية، وذلك برفع كفاءة أفراد وضباط الشرطة وفق أحدث الأساليب المتبعة عالميا لمكافحة الإرهاب واستيراد أجهزة الكشف عن المتفجرات، واستخدام أحدث الوسائل المتاحة للكشف عن السيارات المفخخة، وتطوير الأمن الوقائي لتقليل الخسائر في العمليات الإرهابية بقدر المستطاع، من اجل مجتمع أكثر أمانا واستقرارا لكل المصريين. ويجب عدم الاكتفاء بمواجهة الإرهاب بشكل أمني فقط، بل هناك ضرورة لاقتلاع جذور التطرف والإرهاب, فالمطلوب اتباع سياسات تساعد الدولة علي تجفيف منابع التطرف, ومواجهة الأسباب الحقيقية التي تخلق من المواطن البسيط شخصية متطرفة تعمل علي مهاجمة المجتمع ومحاولة تقويض نظامه. الإرهاب الالكترونى ومن ناحية أخرى هناك الإرهاب الاليكترونى الذى أصبح أحد أخطر الجرائم التى ترتكب من خلال شبكة الإنترنت، خاصة بعد أن استطاع الإنترنت اختراق كافة الحدود الدولية، وهو ما يهدد الأمن القومى لكافة دول العالم.... باختصار أن الإرهاب الالكترونى هو إرهاب المستقبل، وهو الخطر القادم على الدول، وذلك نظرا لتعدد أشكاله واتساع مجالاته، وهو ما دفع دول العالم إلى استشعار خطره الداهم واستحداث أساليب متنوعة لمواجهته. قال اللواء محمد عبد الواحد – مدير ادارة البحث الجنائى بالادارة العامة للمعلومات والتوثيق - إن الإرهاب الالكترونى يختص دون غيره من أنواع الإرهاب بالطريقة العصرية المتمثلة فى استخدام الموارد المعلوماتية والوسائل الالكترونية التى جلبتها حضارة التقنية فى عصر المعلومات لنشر الخوف والرعب بين الأشخاص والدول والشعوب المختلفة، والإخلال بالنظام العام والأمن المعلوماتى وزعزعة الطمأنينة وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، وهو ما جعل الأنظمة الالكترونية والبنية التحتية المعلوماتية هدفا فى حد ذاته للعناصر الإرهابية. وأضاف أن وزارة الداخلية والجهات المتصلة بمكافحة الإرهاب الالكترونى تختص بالمواجهة الفاعلة للارهاب الالكترونى، مشيرا إلى أن هناك جهات أمنية تتابع ما يبث عبر شبكة الإنترنت للتوصل إلى الاستخدامات غير المشروعة لحماية الأمن القومى، وإجهاض المخططات الإرهابية التى تستغل الإنترنت، مشددا على أن هذه المتابعة ليست رقابة أو انتقاصا من الخصوصية، وبالتالى فلابد من وجود جهات تتابع ما يبث على مواقع التواصل الاجتماعى ومواقع الإنترنت، لفحص كل ما من شأنه تهديد الأمن القومى، واتخاذ الإجراءات القانونية لمواجهة ذلك التهديد.. علما بأن القيادات الارهابية تمكنت من الوصول بأفكارها الهدامة إلى الوصول لجماهير بشكل أوسع مما كانت عليه فى الماضى، مما ساهم فى تنفيذ العمليات الإرهابية، من خلال استخدام الوسائل التكنولوجية المتنوعة. وأضاف أن التنظيمات الإرهابية استطاعت الاستفادة من هذا التطور فى الاتصال عبر مواقع التواصل الاجتماعى, والتى أصبحت مصدرا رئيسيا للأفكار وصناعة الرأى وغرس القيم فى ظل انغماس نسبة مهمة من الأجيال الجديدة وسط هذه التقنيات وتبادل مضامين رسائل تحمل عنفاً دون رقيب. شعب واع وأكد اللواء أسامة همام – وكيل جهاز المخابرات العامة السابق- أن الإرهاب بدأ يترنح بعد تضييق الخناق على العناصر الإرهابية فى سيناء، مشيراً إلى أنهم يستخدمون أساليب بدائية فى التفجيرات والأمن لهم بالمرصاد وأن الدولة عاقدة العزم على خوض المعركة ضد الإرهاب مهما كانت الخسائر دفاعًا لمصر وشعبها، وأشار إلى أنه فى تشكيل فريق بحث من الأمن العام والأمن الوطنى تم رفع البصمات لكشف غموض التفجير وهوية من قاموا به، وهل هناك إيادٍ خارجية لها صلة بالانفجار أم لا، وأكد بأن رجال الشرطة فى يقظة تامة وماضون فى عملهم حتى يقضوا على الإرهاب مهما كلفهم ذلك من فقد أرواح لأن ذلك رسالة وتكليف لهم من الشعب، وأنهم يعرفون جيداً بأن هناك عمليات أخرى سوف تتم وهم لها بالمرصاد لأن الجميع يعلم أن هؤلاء يريدون إدخال مصر فى دوامة الصراع السياسى مثلما حدث فى العراق أو الجزائر أو سوريا، قد يتم التدخل الخارجى لإنصافهم مثلما شاهدنا ورصدنا مساندة تركيا وأمريكا وبعض الدول الأوربية للإخوان بعد 30 يونية، ولكن سوف يفشل مخططهم لأن شعب مصر واع ويعرف جيداً من يقف وراء هؤلاء الإرهابيين. التكاتف مع الجيش والشرطة يؤكد اللواء ممدوح قطب – مدير عام المخابرات المصرية سابقا- أنه فى التسعينات كانت هذه العناصر تكسب التعاطف الشعبى أما الآن فقد خسروا التعاطف الشعبى وكان المواطنون يعزفون عن تقديم المعلومات أو الإدلاء بالشهادات فى مثل هذه الحوادث الإرهابية وكانت الشرطة هى التى تتصدى وحدها لهذه الأحداث الإرهابية وكانت أجهزة الدولة لا تمارس دورها فى مواجهة هذه العناصر مثل الاوقاف وأجهزة الدعوة وأيضا الإعلام وغيرها من أجهزة الدولة. أما الآن فإن الجميع يتكاتف وراء الشرطة والجيش فى مواجهة هذا الإرهاب والمواطن أصبح لديه وعى كبير للمشاركة فى مواجهة هذا الإرهاب ويضيف: قطعا هذه العمليات الإرهابية لها علاقة بالتمويل الخارجى لذلك يجب ضرب مصادر التمويل ورصدها ومتابعة العناصر التى تم الإفراج عنها وتحديد موقفها وهل توقفت عن نشاطها الإرهابى أم هى مستمرة؟. وطالب اللواء قطب بإعطاء جهاز الأمن الوطنى كامل اختصاصاته لأنه الجهاز القادر على متابعة هذه العناصر الإرهابية وأنشطتها وإجهاض هذا النشاط موجها ضربات أمنية متتالية لوقف نشاطها تماما.