عامٌ استثنائى مر، ومشاهدٌ أخرى لا تنسى عاصرتها أروقة المحاكم ، لعب دور البطولة فيها وشكل ملامحها الرئيسية عددٌ من أبرز القضاة الذين تصاعد صيتهم خلال السنة الجارية، ليصبحوا بمثابة رقمٍ صعب لا يمكن إغفاله أو تناسيه، وبخاصةٍ قضاة دوائر الإرهاب التى تشكلت عقب ثورة 30 يونيو عقب الإطاحة بنظام جماعة الإخوان. وفي ذلك الإطار نتطرق لعدد من أبرز هؤلاء القضاة الذين احتلوا صدارة المشهد القضائى على مدار عامٍ كامل. محمد ناجى شحاتة قاضى الإعدامات، كما يُفضل أن يلقبه متابعو الشأن القضائي، ويكفى القول أن رئيس الدائرة الخامسة بمحكمة جنايات جنوبالجيزة، كانت له كلمة الفصل فى الحكم على 183 متهمًا فى القضية المعروفة اعلاميًا ب"مذبحة كرداسة" بالإعدام شنقًا، وهو الحكم الذى صدر فى فبراير الماضى، فيما قضت نفس الدائرة بالإعدام شنقًا، لكن هذه المرة على "محمد بديع" المرشد العام لجماعة الإخوان وآخرين من قيادات الجماعة، في قضية "غرفة عمليات رابعة" شهر أبريل الماضى، إلى جانب أحكامٍ أخرى بالإعدام أصدرتها المحكمة ذاتها فى قضايا عديدة، وعلى رأسها قضايا: "ألتراس رابعاوى"، و"أحداث عنف إمبابة"، و"اقتحام قسم كرداسة". محمد شيرين فهمي أحد أبرز القضاة فى السنوات الثلاث الأخيرة، وهو القاضى الذى عُرف عنه حرصه الدائم على إرساء قواعد الإنضباط والالتزام بقواعد الجلسة أثناء انعقادها، إلى جانب حرصه الدؤوب على التعمُق فى كافة جوانب وملابسات القضايا التى تُسند إليه بشكلٍ منقطع النظير. ومن المعروف أن الدائرة 11 جنايات القاهرة، التى يترأسها"محمد شيرين فهمى" موكلٌ إليها نظر العديد من أبرز القضايا على الساحة القضائية، ولعل أهمها محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى و10 آخرين من قيادات وكوادر جماعة الإخوان فى قضية"التخابر مع قطر"، وكذلك محاكمة 48 متهمًا بقضية"مقتل ميادة أشرف" ، فضلًا عن محاكمة 23 متهمًا بكتائب أنصار الشريعة الإرهابية، كما أن الدائرة ذاتها كانت أصدرت حكمًا فى أكتوبر الماضى ببراءة محمد الظواهرى وإعدام 10 آخرين فى تهمة تأسيس خلية ارهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة، والجدير بالذكر أن رئيس المحكمة أصدر قرارًا مؤخرًا ، بمتقضاه لا يُسمح بحضور الجلسات التى تنظرها الدائرة الا للصحفيين النقابيين فقط. حسن فريد رئيس الدائرة 28 بمحكمة جنايات جنوبالقاهرة، والتى أسند إليها نظر العديد من القضايا الهامة، ومن أبرزها القضية المعروفة اعلاميًا ب"خلية الماريوت" والتى أصدرت بها المحكمة فى أغسطس الماضى، حكمًا بمعاقبة ستة متهمين بالسجن المشدد 3 سنوات، وفى مقدمتهم باهر محمد ومحمد فاضل فهمى العاملين سابقًا بقناة الجزيرة الإنجليزية، قبل أن يحصل كلاهما على عفوٍ رئاسى ، ليتم بموجبه اطلاق سراحهما فى سبتمبر الماضى، ورجوعًا إلى دائرة المستشار حسن فريد، فقد أصدرت المحكمة حكمًا فى شهر فبراير الماضى بحبس الناشط علاء عبد الفتاح لمدة 5 سنوات فى القضية المعروفة اعلاميًا ب"أحداث مجلس الشورى"، كما يشار إلى أن المحكمة لا تزال تنظر الآن وقائع قضايا"فض اعتصام رابعة العدوية"و"اقتحام قسم مدينة نصر" ، ومحاكمة 213 متهمًا من عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى. معتز خفاجى اسمٌ آخر لامع بين جنبات المحاكم المصرية، والذى عُرف عنه أحكامه الرادعة فى مختلف القضايا، ما جعله عرضةً للمخاطر، التى كان أبرزها تعرضه لمحاولة اغتيال شهر مايو الماضي، بعد ثلاثة أشهر فقط من الحكم الذى أصدرته الدائرة الرابعة عشر بمحكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار "خفاجى" ، بالإعدام شنقًا لأربعة من قيادات جماعة الإخوان، والسجن المؤبد ل 14 آخرين من بينهم"محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر"، فى القضية المعروفة اعلاميًا ب"أحداث مكتب الإرشاد"، بخلاف ذلك فقد أصدرت المحكمة حكمًا آخر في شهر مايو الماضى بالسجن المشدد 14 عامًا ل 23 متهمًا ، فى ضوء اتهامهم بقتل حسن شحاتة زعيم المذهب الشيعى، فيما يعرف إعلاميًا ب"فتنة أبو الشيعة"، ولا تزال الدائرة تنظر قضايا آخرى على جانبٍ كبير من الأهمية، ومن بينها قضايا"فض اعتصام النهضة، محاكمة متهمى تنظيم أجناد مصر، محاكمة متهمى تنظيم خلية الصواريخ". شعبان الشامي رئيس الدائرة 15 بمحكمة جنايات شمال القاهرة"سابقًا" ، والذى اختير كمساعدٍ لوزير العدل للطب الشرعى عقب بلوغه السن القانونية. ومن المعروف أن الدائرة التى كان يترأسها "الشامى" كانت أصدرت فى يونيو الماضى حكمًا بإعدام الرئيس المعزول محمد مرسى ومحمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان وآخرين من قيادات الجماعة ، فى القضية المعروفة إعلاميًا ب"اقتحام السجون المصرية" إبان ثورة 25 يناير"، فى الوقت الذى حكمت خلاله الدائرة نفسها بالسجن المؤبد على الرئيس المعزول وقيادات الجماعة فى قضية"التخابر مع حماس".