مع اقتراب موقعة اختيار رئيس جديد لحزب الحرية والعدالة، ليشغل المنصب الشاغر منذ فوز رئيس الحزب الدكتور محمد مرسي برئاسة والجمهورية، والكثير من القوى السياسية المناوئة لجماعة الإخوان المسلمين ذراعها السياسي، يتربصون بالجماعة والحزب. فالبعض يروج لشائعة أن هذه الانتخابات مجرد إجراءات صورية فقط، وأن مكتب إرشاد الجماعة هو من سيختار رئيس الحزب صاحب الأغلبية البرلمانية. والبعض الآخر انتهز الفرصة وحاول إحداث حالة من الانشقاق داخل صفوف الجماعة والحزب، في محاولة لتفتيت الأصوات وسلب الحزب أغلبيته البرلمانية خلال الانتخابات المتوقعة نهاية هذا العام، لاسيما بعد حالة الانشقاق التي يشهدها حزب النور السلفي صاحب المركز الثاني في نصيب المقاعد البرلمانية في الانتخابات الأخيرة. نموذج وقدوة ولعل هذا ما دفع أعضاء من جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة لتوضيح حقيقة الأمور قبيل انتخاب رئيس الحزب الجديد المقررة يوم 19 أكتوبر الجاري، حيث أوضحت قيادات داخل الحزب والجماعة أن الهدف الأسمى من وراء إجراء هذه الانتخابات يكمن فى رغبة أبناء الحزب سواء من الإخوان أو غيرهم، أن تكون هذه الانتخابات قدوة ومثلاً لكل الأحزاب التى أنهكها الصراع على المناصب وتشرذم أبنائها بسبب الطمع في الكراسي، مما ترتب عليه خروج عشرات الأحزاب من رحم اتجاه واحد ولعل خير دليل على ذلك ما حدث مع الناصريين والشيوعيين والليبراليين الذين استمروا فى الانقسام على أنفسهم حتى تفرقوا ونافس بعضهم البعض، وإن كانت هناك محاولات مؤخراً للم الشمل، لكننا ننتظر تحقيق هذا الحلم، ونشجعه حتى يكون فى مصر قوى سياسية قادرة على المنافسة، من أجل خلق جوى سياسى صحى. وأكد هاني صلاح الدين أحد قيادات الحزب، في مقاله بصحيفة "اليوم السابع"، أن انتخابات الحرية والعدالة، ستكون انطلاقة جديدة للحياة الحزبية المصرية، وستشهد منافسة حقيقية وشرسة، وسيكون لسيدات الحزب دوراً بارزاً في هذه الانتخابات، خاصة أن هناك سيدة ترفع لواءهن فى هذه المعركة. تكسير العظام ذلك فيما كشفت مصادر مقربة من نائب رئيس حزب الحرية والعدالة المرشح على منصب رئيس الحزب، الدكتور عصام العريان، أن الأخير قد شعر فى الأيام الأخيرة قبل الإعلان عن فتح باب الترشح لرئاسة الحزب بوجود تحرك لقطع الطريق عليه فى الوصول للمنصب. ونقلت صحيفة "الشروق" عن المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، أنه بعدما تأكد العريان من هذا الاتجاه، بدأ ينظم تحركات انتخابية ساعده فيها بعض قيادات الحزب المقربين منه، موضحة أن المؤتمر العام للحزب بالقاهرة الذى دعا له محمد البلتاجى، أمين الحزب بالقاهرة "كان من أجل هذا الغرض". وأضافت المصادر :"طريقة إعلان العريان عن ترشحه تؤكد أنه مدعوم من بعض قيادات الحزب، إلا أن الأداء الذى أظهره الكتاتني في إدارة مجلس الشعب سيصعب المعركة على نائب رئيس الحزب". من جهته وبينما كان العريان مشغولاً بالتحركات الإعلامية والانتخابية، قام الكتاتني وحسين إبراهيم عضو المكتب التنفيذي للحزب، وأمين الحزب بالإسكندرية بزيارة مكتب الإرشاد مطلع الأسبوع الجاري، وانهيا جميع الترتيبات لفتح الطريق أمام الكتاتنى لتولى رئاسة الحزب. من جهة أخرى، كشف مصدر مطلع من داخل الحزب أن عصام العريان طلب إجراء الانتخابات على مقاعد رئيس الحزب والأمين العام والأمين المساعد، إلا أن الكتاتنى رد عليه: كيف يتم إجراء الانتخابات على منصب الأمين العام وأنا مازلت موجوداً والمنصب لم يفرغ، فذكره العريان :"لكن أنت أعلنت استقالتك عقب توليك منصب رئيس مجلس الشعب". وهو ما عقب عليه الكتاتنى :"لا يوجد شىء مكتوب ينص على ذلك". وكشفت مصادر داخل المكتب السياسى للحزب أن الحديث عن أن الكتاتنى هو الرجل الأول داخل الحزب الآن، خرج من الغرف المغلقة، ليصبح حقيقة ملموسة فى العلن، بعد تعامل الوفود الرسمية مع الكتاتنى باعتباره رئيس الحزب، وممثله السياسي، يليه بقية قيادات الحزب، عن أن من يدير شؤون الحزب منذ شهور، هو الكتاتنى، فى حين يأتى دور العريان "رمزي وشرفي". المرأة الأولى ومن جهتها تحاول الدكتورة صباح حسين السقاري أول امرأة تترشح لمنصب رئيس الحزب، توصيل صورة للجميع وأعضاء الحزب بأنها ستكون منافساً عنيداً للعريان والكتاتني خلال الانتخابات، حين أعربت عن ثقتها في احتمال فوزها برئاسة الحزب، وإلا لم تكن ستُقدم على مثل هذه الخطوة المحسوبة جيداً. ولفتت السقاري إلى أنها سوف تتبنى برنامج حزب الحرية والعدالة، لكن ستضع آليات جديدة ومبتكرة لتنفيذ هذا البرنامج بمساعدة الشباب، كما أنها ستولي اهتماما كبيرا بملفات المرأة التي تعد ترمومتر الاقتصاد في المجتمع، مؤكدة أن كل المشاكل تصب عند المرأة، بداية من مشكلة البطالة، ووصولا إلى مشكلة رغيف العيش وأنابيب البوتاجاز... إلخ. وأكدت السقاري أنها سوف تخوض انتخابات رئاسة الجمهورية، إذا قرر الحزب حال فوزها برئاسته الدفع بمرشح في الانتخابات القادمة، مشيرة إلى أن عملها كصيدلانية جعلها على قدر كبير من الدراية بمشاكل الشارع المصري وهموم المرأة.