قالت مصادر مقربة من نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، المرشح على منصب رئيس الحزب، عصام العريان، إنه: "شعر في الأيام الأخيرة قبل الإعلان عن فتح باب الترشح لرئاسة الحزب، بوجود تحرك لقطع الطريق عليه في الوصول للمنصب". وشدد المصدر، الذي فضل عدم كشف هويته، على أنه: "بعدما تأكد من هذا الاتجاه، بدأ ينظم تحركات انتخابية ساعده فيها بعض قيادات الحزب المقربين منه". موضحًا أن: "المؤتمر العام للحزب بالقاهرة الذي دعا له محمد البلتاجي، أمين الحزب بالقاهرة كان من أجل هذا الغرض". وأضاف: "طريقة إعلان العريان عن ترشحه تؤكد أنه مدعوم من بعض قيادات الحزب، إلا أن الأداء الذي أظهره الكتاتني في إدارة مجلس الشعب سيصعب المعركة على نائب رئيس الحزب".
وفي الوقت الذي كان العريان فيه مشغولا بالتحركات الإعلامية والانتخابية، علمت "الشروق" أن: "الكتاتني وحسين إبراهيم، عضو المكتب التنفيذي للحزب، وأمين الحزب بالإسكندرية زارا مكتب الإرشاد مطلع الأسبوع الجاري، وأنهيا كافة الترتيبات لفتح الطريق أمام الكتاتني لتولي رئاسة الحزب".
من جهة أخرى كشف مصدر مطلع من داخل الحزب أن العريان: "طلب إجراء الانتخابات على مقاعد رئيس الحزب والأمين العام والأمين المساعد، إلا أن الكتاتني رد عليه: كيف يتم إجراء الانتخابات على منصب الأمين العام، وأنا ما زلت موجودًا والمنصب لم يفرغ، فذكره العريان، بحسب المصدر، ولكن أنت أعلنت استقالتك عقب توليك منصب رئيس مجلس الشعب، وهو ما عقب عليه الكتاتني: لا يوجد شيء مكتوب ينص على ذلك".
وتابع المصدر أن: "العريان تخيل أنه في مركز قوة، وكان يريد بذلك ترشيح البلتاجي على منصب الأمين العام، والدكتور حلمي الجزار، عضو الهيئة العليا على منصب الأمين العام المساعد".
وفي تصرف يُشير إلى الاتجاه الذي تسير إليه الأمور داخل الحزب، استقبل الكتاتني أمس، وفدًا ألمانيًّا رفيع المستوى، في المقر الرئيسي للحزب، بشارع منصور وسط القاهرة، في حين توجه الوفد، عقب اللقاء؛ لمقابلة العريان، القائم بأعمال رئيس الحزب، في فرع الحزب بمنيل الروضة.
وكشفت مصادر داخل المكتب السياسي للحزب، طلبت عدم ذكر أسمائها، أن: "الحديث عن أن الكتاتني هو الرجل الأول داخل الحزب الآن، خرج من الغرف المغلقة؛ ليصبح حقيقة ملموسة في العلن، بعد تعامل الوفود الرسمية مع الكتاتني باعتباره رئيس الحزب، وممثله السياسي، يليه بقية قيادات الحزب". في تأكيد لما ذكرته "الشروق" أمس الأول، عن أن من يدير شؤون الحزب منذ شهور، هو الكتاتني، في حين يأتي دور العريان رمزيًّا وشرفيًّا.
ولم يتقدم لليوم الثالث لفتح باب الترشيح لرئاسة الحزب، أي من الأعضاء الذين يحق لهم الترشح؛ ليتوقف عدد المرشحين عند أربعة هم: الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس البرلمان المنحل، والدكتور عصام العريان، مستشار رئيس الجمهورية، وعضو المؤتمر العام للحزب خالد عودة، بالإضافة لأول امرأة تترشح لرئاسة الحزب، صباح السقاري، أمين مساعد لجنة المرأة في القاهرة.