تشتعل الحرب في سوريا ، وكلما خبت زادتها قوات الطاغية الأسد سعيرا ، ففي ظل آتون الحرب شهدت سوريا يوما من أكثر الأيام دموية بعد سقوط 320 قتيلا أمس، وضمت قائمة القتلى -وفق ناشطين- أكثر من مائة سقطوا في بلدة الذيابية والمعضمية، وبرزة في دمشق حيث قتل 19 من عائلة واحدة أعدموا ميدانيا. وقال ناشطون إن عشرات الجثث بينهم نساء وأطفال انتشرت في مناطق عدة بسوريا تغطيها الدماء بعضها مصاب بالرصاص في الجبهة أو الوجه أو الرقبة. جاء ذلك بعد اقتحام الجيش النظامي البلدة بالدبابات وسط إطلاق نار،كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على مزارع رنكوس ومزارع حوش عرب ومدن دوما وحرستا بريف دمشق. وذكرت شبكة شام عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن بلدة الزكاة بريف حماة تتعرض الآن لقصف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة من حاجز أبو جعفر التابع لعصابات الأسد في حصرايا. وأضافت أن ريف أدلب يتعرض أيضا لقصف مدفعي عنيف من حاجز الرابي على بلدات بلدات كفرزيبا ومعترم واستهداف أحدى المدارس ومسجد بالقصف على كفرزيبا ، فيما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على قرى ريف اللاذقية من ناحية ربيعة الخضراء بالتزامن مع تحليق الطيران المروحي في المنطقة وأوردت أن بلدة الخالدية بريف حماة تتعرض الآن لاقتحام الجيش الأسدي والحصار من كافة المحاور مع منع الدخول والخروج منها واليها وشن حملة دهم للمنازل واعتقالات عشوائية في البلدة ، فيما تتعرض حاليا منطقة جسر الشغور بريف أدلب لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على بلدة العالية بريف جسر الشغور بالتزامن مع توافد تعزيزات للجيش الأسدي للمنطقة تمهيدا للاقتحام. وأشارت إلى إلى ان بلدة تسيل بريف درعا تواجه حاليا إطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة و قصف من دبابات في اطراف البلدة الشمالية بين المزارع ، كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على بلدة عرطوز بريف دمشق والبساتين المحيطة بها. وقال شبكة شام إن مراسلها في دير الزور الشهيد عبد العزيز راغب الشيخ " أبو عمر الديري" , استشهد بالقصف على حي الجبيلة بدير الزور , أمس ، وهو شاب عمره 22 عاما. وأوضحت أنه تم العثور على ثماني جثث لأشخاص أعدموا ميدانيا في حي الحجر الأسود، ووجدت على الجثث آثار حرق ، فيما ذكر ناشطون أن شبيحة تابعين لنظام الأسد اقتحموا منازل في حارة التركمان في دمشق، وقاموا بحملة إعدامات ميدانية ، وفي حماة ، قالت شبكة شام إن الجيش النظامي قصف بالمدفعية والطيران بلدتيْ مسعود وكفر زيتا، وهو ما أدى إلى سقوط جرحى. وكان مقاتلو المعارضة السورية قد فجروا مبنى قيادة الأركان في دمشق يوم أمس ليوجهوا ضربة لقلب سلطة الرئيس بشار الأسد وأشعلوا حريقا دمر المبنى ، فيما أعلن الجيش السوري الحر الذي يسعى للإطاحة بالأسد مسؤوليته عن الهجوم الذي قال إنه أسفر عن مقتل العشرات. من ناحية أخرى، ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن الهجوم الذي استهدف مبنى هيئة الأركان العامة في دمشق أدى إلى مقتل أربعة من الحراس وإصابة 14 آخرين من المدنيين والعسكريين. وتزامن الهجوم مع اجتماع زعماء العالم في الأممالمتحدة حيث يعرقل الجمود بين القوى العالمية بشأن سوريا أي رد دولي على الصراع الذي يقول نشطاء إنه أسفر عن مقتل 27 ألف شخص وأجبر ربع مليون لاجئ سوري على الفرار وخلف 2.5 مليون شخص بحاجة للمساعدات في سوريا. من جانبه ، قال الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني أمير قطر أمام الأممالمتحدة "إنه ينبغي للدول العربية أن تتدخل لوقف إراقة الدماء" ، وأدلى الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي الخاص بسوريا بدلوه واصفا الوضع في سوريا بأنه "سيء للغاية ويزداد سوءا." وسعى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى الخروج من حالة الجمود الدولي ازاء الأزمة من خلال دعوة الأممالمتحدة إلى حماية المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية. وقال أولوند في كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة "النظام السوري ... ليس له مستقبل بيننا." وأضاف "دون أي إبطاء أدعو الاممالمتحدة لان توفر على الفور للشعب السوري كل الدعم الذي يطلبه منا وحماية المناطق التي تم تحريرها." وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من ثلاثين ألف شخص قتلوا في سوريا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد قبل 18 شهرا، وإن أكثر من نصف الضحايا الذين حصروا قتلوا في الأشهر الخمسة الماضية. وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن إن 30716 شخصا قتلوا، بينهم 21534 مدنيا على الأقل ، مضيفا أن بالنظر إلى الأرقام يلاحظ أن عدد القتلى آخذ في الارتفاع، وأضاف أن ما بين 50 و60% ممن قتلوا لاقوا حتفهم في الأشهر الخمسة الماضية.