كيف أقبل بوجود جماعة لها قوانينها السرية وتعتمد على السمع والطاعة.. فى مجال يعتمد على الاختيار والمنافسة؟ تقدسون المرشد فأنتم أحرار. لكن عندما تدخلون مجال السياسة فلا يعنى مرشدكم شيئًا ويعتبر مخالفة كبرى. السياسة ليست الكذب. السياسة هى بناء التجربة الإنسانية فى إدارة المجتمعات.. كيف نتعامل مع جماعات ترى أن مرشدها يجلس فى مقعده ينتظر تقبيل يده.. وحكمه نهائى.. وهو القائد فى طريق الأستاذية على العالم؟ هذه أوهام انتهت من العالم كله. أن يحمل التنظيم السياسى قداسة خارج البشر أو مهامًا استثنائية كما كان يحدث فى الأحزاب الفاشية والنازية التى ربما شعرت بقرب جماعة الإخوان لها وقامت بدعمها ماليًّا ومنحتها بعضًا من الود والأخوة. هذه التنظيمات قادت العالم إلى الدمار.. لأنها مبنية على «الاستثناء» و«التفوق» الخاص. إن هذه هى مجموعة استثنائية لها مهام فى تطهير العالم أو إعادة ولادته لإعادة مجد قديم. وهى شحنات تمنح للتفوق على كل المجموعات الأخرى مبررًا.. يجعل الإبادة والعنف أشياء عادية. الأحزاب لم تعد مهمتها عادة تربية الإنسان لتكون هى مكان ولادته الجديدة.. وعندما كانت هذه مهمتها فإن النهاية كانت الدمار كما حدث فى الاتحاد السوفييتى وقبلها فى ألمانيا وإيطاليا http://tahrirnews.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D9%88%D9%85%D9%86-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%81%D9%88%D8%B8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%89-%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB%D9%88%D9%86/