أكد محمد بهاء الدين، وزير الموارد المائية والري، أن مصر تعاني جفافا شديدا في مواردها المائية؛ بسبب حصتها المحدودة من مياه النيل، ومحدودية المياة الجوفية، وانعدام مياه الأمطار، وهو ما لا يكفي الاحتياجات الداخلية لتأمين الأمن المائي الغذائي للدولة. وأكد بهاء الدين، في كلمة وجهها للمنظمات الدولية والبنوك الممولة لمشروعات المياه، اليوم الثلاثاء، بعد لقاءات عقدها مع مسؤولي المياه بالبنك الدولي ووزراء التعاون بالدول الأوروبية، أن مصر أصبح لديها تحديات كبيرة بعد الثورة؛ لتلبية طموحات المصريين في حياة أفضل، وهو ما لن يتحقق إلا بتحقيق معدلات تنمية مرتفعة، واستخدام رشيد للموارد المتاحة وعلى رأسها المياه. وأضاف بهاء الدين، أن مصر تفتح ذراعيها لجميع الدول وترغب في مد آفاق التعاون مع جميع دول حوض النيل؛ لزيادة إيراد نهر النيل بتنفيذ مشروعات لتقليل الفاقد من المياه في أعالي النيل، فضلاً عن تشجيع التنمية في دول حوض النيل، بشرط عدم الإضرار بمصالح أية دولة من دول الحوض. وأوضح وزير الري، أن مصر ترى أن فكرة السدود الصغيرة هي النموذج الجيد والبديل الفعال لإعطاء نفس النتائج المتوقعة من تنفيذ السدود الكبيرة مع تلافي الأخطار الجانبية المتوقعة من إنشاء تلك السدود الكبيرة، كما أن السدود الصغيرة تحتاج تمويلا أقل ومدة زمنية أقصر؛ مما يجعلها بديلا جيدًا لتحقيق التنمية في وقت قياسي. وأشار بهاء الدين إلى أهمية أن تعود عوائد التنمية إلى الفقراء، خصوصًا في مناطق إقامتهم، في إشارة منه إلى مخاطر استخدام المحاصيل الغذائية في إنتاج الوقود الحيوي الذي تستفيد منه الدول الغنية بالأساس، على حساب الفقراء في الدول النامية. يذكر أن مصر تعاني من فجوة غذائية تكلفها ملايين الدولارات سنويًا وهي فاتورة استيراد الغذاء من الخارج؛ حيث إن الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح لا يتعدى ال50%، فضلاً عن مشاكل سوء إدارة المياه محليًا وعدم استغلالها في زراعة المحاصيل الاستراتيجية، بدلاً من المحاصيل المستنزفة للمياه، وعدم السيطرة على سرطان التعديات على الموارد المائية وعلى نهر النيل.