كيف تقدم نفسك للأخرين؟

قيّم مهاراتك واعرف ما الذي يميّزك عن الآخرين؟
بعد خمس سنوات من العمل مديرة تسويق في شركة تقنية عالية حلّ بليلى ما يمكن أن يحلّ باي إنسان ووجدت نفسها عاطلةً عن العمل تبحث عن وظيفةٍ جديدة. في أحد الأيّام وبينما هي في أحد مراكز التسوّق الكبرى مشتّتة الفكر بين الطريقة المثلى لتقديم نفسها تقديماً مجدياً للشركات وبين انتقاء علبةِ حبوب الإفطار الصباحية لاحظت أنّها تفكّر في موضوعين متشابهين.
هنالك حشودٌ من المتقدّمين الذين يحتار بينهم أصحاب الشركات، وهاهنا أنواعٌ تجاوز المئة من حبوب الإفطار الصباحية كلّ منها يزعم أنّه الأفضل للجميع.
لو أنّ مديري التوظيف كانوا مكاني هنا في مركز التسوّق وكنتُ أنا علبة حبوب الإفطار فكيف سيختارون؟ عمّاذا يبحثون؟ كيف أكونُ المنتج البارز من بين الحشود؟
- التغليف، كيف تقدّم نفسك؟
لا ريب في أنّ التغليف هو البداية التي لا يستغني عنها أيّ منتج مهما كان جوهره ممتازاً. ألوانٌ تلفت النظر، وعباراتٌ دقيقة الاختيار تأسر الانتباه (مثل محتوى دهن منخفض، معزّز بالفيتمينات، مدعّم لطاقة الجسم...) وتبيّن كلّ ما يرغب فيه المستهلك. كانت تلك علبة الحبوب، والآن ألا ينبغي لطالب الوظيفة أن يتقن اختيار التقديم الملائم الذي يلفت النظر إليه ويأسر الانتباه إلى ما لديه من الميزات المنشودة؟
- المكوّنات: لا تقل ماذا تنوي أن تفعل بل قل لي كيف يمكنك أن تفعل:
قائمة المكوّنات –المهارات التي يمكنك تفعيلها- عنصر جوهريٌ آخر في نجاح توظيفك. دون انتظار العودة إلى البيت بدأت ليلى في التفكير وتدوين المهارات التي تجعلها المتقدم الفريد الأكثر ملائمة للموقع المطلوب. وفي تسهيل هذه المهمّة الدقيقة استعانت بما تعلّمته عن تقسيم المهارات إلى ثلاث زمر:
- المهارات المكتسبة من خلال تجارب التعليم والعمل السابقة (مهارات معرفية)
- المهارات الجديدة التي يمكن لمكان العمل الجديد أن يستفيدها منك (المهارات المنقولة)
- المقوّمات الشخصية. أي الصفات والسلوكيات والمواقف التي تجعل منك ما أنت عليه.
أداة التقييم:
قسّمت ليلى صفحة الورق إلى ثلاثة أعمدة. عمود الخبرات السابقة، عمود الخبرات التي يمكنها نقلها، وعمود الميزات الشخصية. وبدات بتعبئة حقول هذا الجدول الذي اعتبرته جدول التسويق الشخصي الناجح.
في حقل الخبرات السابقة كتبت:
- خبرة التسويق
- خبرة الاتصالات
- خبرة ادارة صالات البيع
-خبرة إدارة العلاقات مع وسائل الإعلام والنقابات والجمعيات
- خبرة تسويق قنوات الويب
- تطوير المنتجات
- مهارات الكمبيوتر
وفي حقل الخبرات التي يمكنها نقلها لمكان العمل الجديد كتبت:
- التمحور على الزبون
- الاتصالات
- خبرات كتابية
- إتقان التنظيم والتنسيق
- قيادة الفريق
- حل المشكلات
- إدارة المشروع
- مهارة إدارة الميزانيات والحسابات
- إدارة الوقت
وفي حقل الميزات الشخصية كتبت:
- مبادرة
- تعتمد على نفسها
- متآلفة
- سريعة التعلّم
- دقيقة متوازنة في محاكماتها الفكرية
- معتدلة في مواقفها
- مبدعة
- تحليلية ومرنة
- مرحة
- ملتزمة بالأهداف
بعد أن انتهت من تعبئة الحقول الثلاثة عادت ليلى إلى مراجعة القائمة وأعجبتها سهولة وسرعة إتمام القائمة بعد تقسيمها إلى تلك الزمر. لو لم تقسّم المهارات إلى زمر لكان إتمام القائمة أصعب ولاستهلك وقتاً أطول لأن المرء يحتار حينئذٍ في الاختيار بين المهارات الكثيرة المختلفة ويضيع في التحقّق من الأشياء التي أدرجها والتي لم يدرجها.
إنّ النظر إلى المهارات والخبرات دفعةً واحدة دون تقسيم يحيّر المرء ويجمّده كما يحيّره النظر إلى عشرات الأصناف ومئات العلب من حبوب الإفطار الصباحية دفعةً واحدة.
إنشاء قائمة المهارات والخبرات المقسّمة إلى زمر ممارسة حسنة تفيد البادئين في البحث عن وظائف، كما تفيد في المراجعة الدورية لذخيرة المرء وتقدّمه في تطوير نفسه.
بعد إنشائها القائمة أصبح بإمكان ليلى استخدامها ركيزةً في تكوين خلاصة سيرتها الذاتية لاجل الوظائف، أو في إنشاء ملف تعريف شخصيّ ، إن المهارات المذكورة في القائمة ستكون الأساس الذي تقوم عليه إستراتيجية تسويق نفسها.
رحلة الإقناع بالكفاءات والمقدرات والحصول على الوظيفة الملائمة لم تختتم، وما قمنا به الآن هو البداية الصحيحة التي ترسم معالم الطريق كلّه.