ذكرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية إن الرئيس محمد مرسي أصبح من أكبر مخاوف الكيان الصهيوني في المنطقة العربية رغم تأكيده التزامه بالمعاهدات الدولية التي وقعتها مصر؛ فبعد أن كان الشعب المصري أو الفلسطيني هو مصدر القلق الوحيد للكيان، جاء مرسي ليمثل تجسيدا ل"الشتاء الإسلامي" الذي كان يخشاه الصهاينة في أعقاب الربيع العربي. وأضافت الصحيفة :"مع نهاية أغسطس الماضي، وصلت الهزات الارتدادية للثورة المصرية إلى السفارة الصهيونية في القاهرة، حينما تصاعدت المشاعر العدائية بين المصريين لقتل الكيان الصهيوني عددا من الجنود المصريين على الحدود مع سيناء ونفذوا هجوما جريئا على السفارة وانتزعوا العلم الصهيوني وأبدلوه بالعلم المصري". وأضافت :"خلال اقتحام السفارة كان المصريون في الشوارع بالآلاف، وفسرت إسرائيل الواقع الجديد للشرق الأوسط باعتباره أصبح أكثر عدائية لبلادهم، وقال تسفي برائيل أحد كبار كتاب صحيفة هاآرتس العبرية :"يرى الإسرائيليون فقط الإسلام أمام أعينهم .. نحن نرى مجرد لافتات خضراء ورايات خضراء تجعلنا خائفين جدا.. ومن الصعب إقناع الناس بأن مصر لديها نظام من الضوابط والتوازنات". وتابعت :"إنه حينما كان يقال إن المخاوف الصهيونية مبالغ فيها، ولا أساس لها من الصحة تماما، كان الدعم المصري للنضال الفلسطيني، ومعارضته لتواطؤ النظام القديم مع الكيان على أشده، ومنذ فترة طويلة يموج الشارع المصري بحالة من السخط على الكثير من السياسات مع الصهاينة من بنيها اتفاق الغاز والتواطؤ في حصار قطاع غزة، وهذه الخطوات رسخت الانطباع على نطاق واسع بأن الرئيس مبارك تابع للولايات المتحدة وللكيان الصهيوني، إلا أنه منذ ثورة يناير فإن الثوار يطالبون بإعادة صياغة سياسة الحدود المصرية مع قطاع غزة، مما أدى إلى تخفيف طفيف في بعض القيود المفروضة على معبر رفح الحدودي". وأشارت الصحيفة إلى أنه تم اختبار ملامح العلاقة بين مصر والكيان الصهويني في قطاع غزة، وهو قدرة الكيان على القيام بعمليات عسكرية في قطاع غزة، ونقلت عن "يورام ميتال" رئيس مركز هرتسوغ حاييم لدراسات الشرق الأوسط والدبلوماسية في جامعة بن جوريون: "منذ سقوط نظام مبارك، وأهم تغيير بالنسبة لإسرائيل كان قدرتها على المناورة عسكريا في قطاع غزة، فقد أصبحت قدرة محدودة جدا عكس عمليات مثل الرصاص المصبوب، لكن لا يزال مخاطرة كبيرة على إسرائيل لأي حملة ضد غزة، لأنها من شأنه أن تضر بشدة بمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية". وأوضحت أنه رغم ذلك، فإن المصدر الرئيسي للقلق بالنسبة للصهاينة ليس من المتظاهرين الذين يرددون شعارات معادية لها في ميدان التحرير، ولا الشعب الفلسطيني المنكوب في قطاع غزة، ولكن من الرئيس المنتخب محمد مرسي، الذي يبدو أنه تجسيد لما أطلق عليه مسئول حكومي مؤخرا "الشتاء الإسلامي" الذي خشاه الصهاينة في أعقاب الربيع العربي.