فجأة وبدون أي مقدمات ظهر اسم سياسي ملفوف بسحابة سوداء من علامات الاستفهام لشاب في التاسعة والثلاثين من عمره يدعي " محمد أبو حامد"، بدا أنه "الطفل المعجزة" المدلل لراعيه الرسمي إبان ظهوره، رجل الأعمال صاحب التصريحات الطائفية " نجيب ساويرس". أول تساؤل أحاط ب"أبو حامد" دار حول العامل المشترك الذي يجمع بين شخص يحمل إجازات في عدة قراءات للقرآن الكريم ويحمل درجة علمية في موضوع " العلاقة بين الدين والدولة" وبين رجل أعمال قبطي متطرف لا يكف عن إطلاق التصريحات الطائفية ويمول أنشطة قبطية غير شرعية ومدان في قضية تتعلق باستخدام إمكانيات شركة الاتصالات الكبرى التى يملكها ل"التجسس" على مصر.! علامة الاستفهام سرعان ما تتبدد عندما نلقى بعض الضوء على التاريخ الشخصي للنائب بطل مسرحية "الخرطوش" الذي سرعان ما انتقل لمعسكر الدفاع عن " العسكر" وفي تطور لاحق صار من رجال " توفيق عكاشة " وأحمد شفيق!. المعلومات التى حصلت عليها " التغيير" تكشف أن أبو حامد شخص تم التعامل معه مبكرا من قبل أطراف نافذة في النظام السابق وربما يكون هذا التعامل هو سبب التحولات غير المفهومة والجذرية التى طرأت على أبو حامد والتى انتهت به ليكون واحد من المروجين لعودة النظام المخلوع عبر الدعاية لمرشحه الرئاسي أحمد شفيق. فجأة تم طرد أبو حامد من مسجد الحصري الذي كان يعمل به محفظا للقرآن الكريم لأسباب رفضت إدارة المسجد الإدلاء بها لوسائل الإعلام رغم شراسة هجوم أبو حامد على التيار الإسلامي عموما في خضم الصراع السياسي مع إسلاميي البرلمان. بدأ التصاق أبو حامد بالنظام السابق عبر علاقة غامضة مع النائب السابق عن الحزب " هشام مصطفى خليل" الذي كان يمثل رجل الجناح الموالي لكمال الشاذلي وزكريا عزمي في مواجهة الجناح التابع لأحمد عز في انتخابات مجلس الشعب 2005 . علاقة أبو حامد بهشام مصطفى خليل قادته للتعرف على نجيب ساويرس في مرحلة مبكرة عام 2006 ، بعدها وعلى نحو مفاجىء أسس أبو حامد شركة ( لايف كونسبت ) للاستشارات المالية ، والتى تنامت أرباحها وتزايدت العمليات المسندة إليها بصورة غير مفهومة ومنها ما لا يقل عن 4 عمليات تمت بالتعاون مع " القرية الذكية" وقت رئاسة أحمد نظيف لمجلس الوزراء. ظل أبو حامد في الظل ( ربما قيد التدريب) حتى تفجرت أحداث ثورة 25 يناير، لم يكن أحد قد سمع باسمه، وكان هو يمارس آخر أدواره في الخفاء قبل أن يقفز في وجوه المصريين ، كان أيام الثورة أحد مساعدي نجيب ساويرس في "لجنة الحكماء" التى كانت مهمتها التوسط بين الثوار والمخلوع مبارك وإقناع رجال الميدان بمنح مبارك فرصة للبقاء حتى نهاية ولايته الرئاسية في سبتمبر 2011 . ما إن انتهت الثورة حتى كان أبو حامد أحد مساعدي نجيب ساويرس في التجهيز لمؤتمر حاول تجميع "اللجان الشعبية" لتكون مناوئا لشباب " الإخوان المسلمين " في مؤتمر – فشل بجدارة – عقد بمدرسة " الجيزويت" بمنطقة " الظاهر " بالقاهرة في مارس 2011 . فشلت محاولة ساويرس لجمع اللجان الشعبية خاصة بعدما أعلن في "ايفنت" الدعوة للمؤتمر على الفيس بوك أن تلك اللجان سيتم انتقاء عناصر منها لتأمين الصناديق الانتخابية في انتخابات مجلس الشعب في مواجهة " الإخوان" مما دفع جهات سيادية لرفع تقارير للمجلس العسكري تحذر من اشتباكات على خلفية " طائفية" بين الإخوان ورجال ساويرس في الانتخابات. بعد فشل مساعي ساويرس لتكوين ميليشيات من " اللجان الشعبية" أطلق من فوره حزبه " المصريين الأحرار" الذي شهدت قائمة أعضاء هيئته التأسيسية أول ظهور علني لاسم محمد أبو حامد. بأداء خفيف تشوبه رعونة بالغة، خاض أبو حامد معركة انتخابات مجلس الشعب 2011 ، البرلمان الذي انقلب عليه الآن بعد قرار رئيس الجمهورية د. محمد مرسي بعودته. خاض أبو حامد معركته الانتخابية برجال كل من هشام مصطفى خليل و اللواء بدر القاضي عضوي مجلس الشعب السابقين عن الحزب الوطني المنحل في برلمان 2005 ، والأخير -بدر القاضي – لواء أمن الدولة السابق، بطل العديد من معارك البلطجة أثناء خوض انتخابات مجلس الشعب 2005 و 2010 . وما لا يعرفه الكثيرون أيضا عن محمد أبو حامد ولم تنشره وسائل الإعلام من قبل هو أنه مقرب جدا للعقيد حسين شريف" المشهور إعلاميا بلقب " الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان" وأن علاقة أبو حامد بحسين كمال تعود لبدايات تعارف أبو حامد على ساويرس الذي كان أحد المستشارين الاقتصاديين للواء عمر سليمان الرئيس السابق لجهاز المخابرات العامة. وفي انتخابات مجلس الشعب وما بعدها، ظهر جليا أن رجال أبو حامد هم نفس رجال هشام خليل وبدر القاضي، ومن أبرز هؤلاء " أيمن طه" الذراع اليمنى للقاضي في منطقة بولاق أبو العلا، و" محمد المسعود" رجل القاضي الذي كان يوزع مبالغ مالية على أبواب لجان وسط القاهرة أثناء انتخابات الرئاسة لصالح الفريق أحمد شفيق.