رفضت وزارة السياحة والاثار العراقية عرضاَ قدمه الجانب الامريكي لإعادة قسم من الأرشيف اليهودي العراقي الذي سرقته قوات الاحتلال الأمريكية إلى الولاياتالمتحدة بزعم صيانته ثم ظهر لاحقا في أحد متاحف تل أبيب. وقال حاكم الشمري، مدير المكتب الاعلامي لوزير السياحة إن الوزير لواء سميسم رفض العرض الأمريكي القاضي بإعادة نصف عدد الأرشيف اليهودي الى العراق مقابل التنازل عن الجزء المتبقي وعدم المطالبة به مستقبلاً. وأضاف أن الوزير رفض العرض رفضاً قاطعا وطالب باعادة الارشيف كاملاً كونه يمثل جزءاً من التراث العراقي وهو ملك للعراقيين. وأشار الشمري إلى أن قوات الاحتلا الأمريكية قامت خلال وجودها في العراق بعد أحداث العام 2003 بنقل آلاف الصناديق التي تحتوي على وثائق وارشيف اليهود الى الولاياتالمتحدة بزعم صيانتها وتعهدت بإعادتها إلى العراق بعد انتهاء أعمال الصيانة. وكان وزير السياحة أكد أن العراق يمتلك معلومات بأن هناك أكثر من (80) ألف قطعة أثرية تم تهريبها إلى الولاياتالمتحدة، إضافة إلى وجود عشرة آلاف قطعة أثرية اعترف الجانب الأمريكي بوجودها وأبدى استعداده لإعادة 3500 قطعة منها بعد إيقاف التعامل معه في مجال التنقيب. وأشار سميسم إلى أن الوزارة رفضت هذا العرض واعتبرته محاولة لتسويف قضية الأرشيف اليهودي العراقي، مضيفًا أن المعلومات تؤكد أيضا أن الجانب الأمريكي قام بنقل الأرشيف اليهودي العراقي إلى تل أبيب منذ مدة، بالإضافة إلى (1000) قطعة أثرية عراقية معروضة حاليا في متحف الأرض بالكيان الصهيوني. واعتبر الوزير عمليات التنقيب عن الآثار التي تجرى في مناطق إقليم كردستان، هي إجراء غير قانوني، وتجرى دون علم الوزارة بشكل مخالف للدستور الذي يؤكد أن الآثار قضية مركزية وصلاحيات التعامل معها محصورة بالمركز. وكانت منظمة "العاد" اليهودية احتفلت أواخر فبراير الماضي بامتلاك تل أبيب أهم الآثار عن تاريخ اليهود في العراق، واصفة الحدث ب"الانتصار الحقيقي للأمة اليهودية"، إذ استعادت جزءاً أصيلاً ومهماً، وهو الأفضل على الإطلاق من تراثها. وتشير المصادر إلى أن قرابة 3 آلاف وثيقة و1700 تحفة نادرة توثق للعهود التي سبي خلالها اليهود في العراق، وهما السبي البابلي الأول والسبي البابلي الثاني، إضافة إلى آثار يهود العراق آنذاك، وإلى مدد أبعد من العهد البابلي مع أقدم نسخة ل"التلمود" عرفها العالم، وأقدم نسخة ل"التوارة" ومخطوطات كان النظام السابق قد تحفظ عليها ورفض كل أشكال المساومة لتسليمها، قد وقعت بيد الأمريكيين إبان اجتياحهم العراق عام 2003، وقد تم إصلاح أغلبها بمقر متحف التاريخ الطبيعي والتراث العالمي في واشنطن على يد أمهر الخبراء العالميين، خاصة أن أغلب الوثائق كانت قد تعرضت للضرر بعد أن غطتها المياه في أقبية الأمن القومي الحصينة.