حصل العراق مؤخرا على معلومات مؤكدة بأن الأرشيف اليهودي الذي نقلته قوات الاحتلال الأمريكية إلى الولاياتالمتحدة بزعم صيانته، موجود حاليا في تل أبيب، كما أن هناك (1000) قطعة من مجموع الآثار التي سرقت من العراق عقب الاحتلال معروضة حاليا في أحد المتاحف بتل أبيب؟ وكشف وزير السياحة والآثار الدكتور لواء سميسم أن وزارته أوقفت عمل بعثات التنقيب الأمريكية في العراق، كما أنها علقت التعامل مع الجامعات والمؤسسات الأمريكية المتخصصة في مجال الآثار لحين قيام الجانب الأمريكي بتقديم جرد كامل عن الآثار العراقية التي هربها عقب احتلال بغداد في أبريل 2003 إلى الولاياتالمتحدة. وأضاف أن من الآثار المسروقة الأرشيف اليهودي الذي زعمت قوات الاحتلال أنها نقلته إلى الولاياتالمتحدة لغرض الصيانة، لكنه آل إلى تل أبيب التي أنشأت مبنى خاصاً به كلف نحو 3 ملايين شيكل، نظراً للتحصينات عالية التقنية التي صمم بموجبها، والتي تضمن السلامة من أية مخاطر سواء الكوارث الطبيعية أو القصف العسكري. وأكد أن العراق يمتلك معلومات بأن هناك أكثر من (80) ألف قطعة أثرية تم تهريبها إلى الولاياتالمتحدة، إضافة إلى وجود عشرة آلاف قطعة أثرية اعترف الجانب الأمريكي بوجودها وأبدى استعداده لإعادة 3500 قطعة منها بعد إيقاف التعامل معه في مجال التنقيب. وأشار سميسم إلى أن الوزارة رفضت هذا العرض واعتبرته محاولة لتسويف قضية الأرشيف اليهودي العراقي، مضيفًا أن المعلومات تؤكد أيضا أن الجانب الأمريكي قام بنقل الأرشيف اليهودي العراقي إلى تل أبيب منذ مدة، بالإضافة إلى (1000) قطعة أثرية عراقية معروضة حاليا في متحف الأرض بالكيان الصهيوني. واعتبر الوزير عمليات التنقيب عن الآثار التي تجرى في مناطق إقليم كردستان، هي إجراء غير قانوني، وتجرى دون علم الوزارة بشكل مخالف للدستور الذي يؤكد أن الآثار قضية مركزية وصلاحيات التعامل معها محصورة بالمركز. وكانت منظمة "العاد" اليهودية احتفلت أواخر فبراير الماضي بامتلاك تل أبيب أهم الآثار عن تاريخ اليهود في العراق، واصفة الحدث ب"الانتصار الحقيقي للأمة اليهودية"، إذ استعادت جزءاً أصيلاً ومهماً، وهو الأفضل على الإطلاق من تراثها. وتشير المصادر إلى أن قرابة 3 آلاف وثيقة و1700 تحفة نادرة توثق للعهود التي سبي خلالها اليهود في العراق، وهما السبي البابلي الأول والسبي البابلي الثاني، إضافة إلى آثار يهود العراق آنذاك، وإلى مدد أبعد من العهد البابلي مع أقدم نسخة ل"التلمود" عرفها العالم، وأقدم نسخة ل"التوارة" ومخطوطات كان النظام السابق قد تحفظ عليها ورفض كل أشكال المساومة لتسليمها، قد وقعت بيد الأمريكيين إبان اجتياحهم العراق عام 2003، وقد تم إصلاح أغلبها بمقر متحف التاريخ الطبيعي والتراث العالمي في واشنطن على يد أمهر الخبراء العالميين، خاصة أن أغلب الوثائق كانت قد تعرضت للضرر بعد أن غطتها المياه في أقبية الأمن القومي الحصينة.