مطالب الناس البسيطة ينبغي أن تكون أساس وعماد مشروع الرئيس والحكومة، وتسميتها ب "الفئوية" ظلم بالغ وإهانة شديدة وعدم إدراك لمفهوم السياسة العادلة الذي يمكن تلخيصه بأنه السعي لقضاء حوائج الناس وتحقيق مصالحهم ومطالبهم ، وتطلعاتهم وأشواقهم وطموحاتهم المستحقة والمشروعة والمبررة. وهذا فقط هو دور السياسي (قضاء حوائج الناس بما يتناسب مع وظيفته ودوره وموقعه ومسؤوليته). وأظن أن مفتاح حل المسألة حتى لا يساء استخدامها لابتزاز الرئيس بما هو فوق طاقته، هو المصارحة والشفافية والجلاء والوضوح. الناس البسيطة مستعدة لشد الأحزمة على البطون لو صارحهم المسؤولون بحقيقة الأوضاع بتفصيل واحترام لحقهم في المعلومات كاملة وحقيقة الموقف. حينها يكون التفهم سيد الموقف من الطرفين: الشعب والحكومة. والناس مستعدون للانتظار والمساعدة والمساهمة وشد الأحزمة بشرط الشفافية ومصارحتهم بحقيقة الأوضاع. أذكر مقولة تشرشل أثناء الحرب العالمية الثانية حين خاطب شعبه مصارحا: أعدكم بالدم والدموع والشقاء والعرق! لا يمكن أن تقوم مصر من كبوتها إلا بدولة نضالية جهادية، تحشد الشعب والنظام السياسي في مشروع نضالي، ثمنه الدم والعرق والجهد الجهاد والإجهاد والإجتهاد! والله المستعان :)