أنّ التاريخ الحديث للمنطقة قام في وجه أساسيّ من وجوهه على استبدال الشرعيّات التقليديّة للأنظمة الملكيّة بشرعيّات كاريزميّة وانقلابيّة مارس أصحابها أدواراً مَلكيّة متضخّمة وصلت ببعضهم إلى حدّ التوريث، إمّا فعليّاً (الأسد في سوريّة) أو استعداداً (صدّام في العراق ومبارك في مصر). ف «السادة الرؤساء» الحبيب بورقيبة وجمال عبدالناصر وأنور السادات وزين العابدين بن علي وحسني مبارك وحافظ الأسد وصدّام حسين ومعمّر القذّافي وهواري بومدين... كانوا كلّهم، ولو على تفاوت، صانعي الحياة السياسيّة والاجتماعيّة لبلدانهم، إمّا من دون أيّة قدرة على مساءلتهم، أو بقدرة شكليّة لا تتعدّى الحدّ الأدنى. حتّى اللبنانيّون الذين اعتمدوا دائماً نظاماً مختلفاً، أقرب إلى الديموقراطيّة البرلمانيّة، عرفوا رؤساء بالغي القوّة ككميل شمعون وفؤاد شهاب، ممّن عُدّت قوّتهم حجر عثرة أمام تطوير تلك الديموقراطيّة. http://alhayat.com/OpinionsDetails/414687