أنّ النظام المصريّ، بالمعنى العريض للكلمة، استطاع الحفاظ على بُنيته الاستبداديّة على رغم الانتقال من الناصريّة إلى الساداتيّة، وبينهما ما بينهما من فوارق، ثمّ من الساداتيّة إلى المباركيّة. وهذا علماً بأنّ وفاة ديكتاتور كفرانكو في أسبانيا، أو إطاحة طغمة من العسكريّين في اليونان، كانا كافيين لانتقال المجتمعين المذكورين إلى الديموقراطيّة، أي لتفعيل البذور الديموقراطيّة، الكامنة والمتأهّبة، في ذينك المجتمعين. فإذا ما تحقّق «الصدام الواسع المرتقب» بين الإسلاميّين وخصومهم، والذي تحذّر منه وسائل الإعلام، وسط أزمة اقتصاديّة متفاقمة واضطراب مجتمعيّ واسع، أمكن للغموض أن يصير نظاماً، أو أن ينفجر نزاعاً لا يُرأب بعده المجتمع والدولة المصريّان. ومرّة أخرى تُدفع أكلاف التاريخ والاجتماع الباهظة، معطوفة على أكلاف نظام استبداديّ وتافه في وقت واحد. http://alhayat.com/OpinionsDetails/412826