يواصل الكيان الصهيونى بناء جدار حدودى مع لبنان إلا أن هذا الجدار لا يسبب أدنى مشاكل لسكان جنوبى لبنان الذين اعتبروا أن هذا الجدار دليل على "جبن" الصهاينة. وأشارت قناة "فرانس 24" الفرنسية إلى أن العمل يجرى على قدم وساق على طول قرية كفر كيلا على الحدود اللبنانية الصهيونية. حيث بدأت الدولة العبرية أعمال الإنشاء فى هذا الجدار منذ 30 أبريل الماضى يمتد لمسافة كيلومتر ويرتفع نحو 6 أمتار عن سطح الأرض بتكلفة إجمالية تبلغ 2,6 مليون يورو. ويرى الجيش الصهيونى أن الهدف من هذا الجدار الفاصل هو منع إطلاق النار على مستوطنات متيلا ومسكافام القريبة جدا من الحدود مع لبنان. ويرى الجانب اللبنانى في المقابل أن هذا التفسير من جانب الصهاينة ليس مبررا لأنه لم يحدث قط أى حادث إطلاق نار منذ حرب 2006 حسب ما أشار عمدة كفر كيلا نجيب حلوى مضيفا أن هذا الأمر بمثابة اختبار يسعى الصهاينة من خلاله إلى معرفة رد فعل اللبنانيين. ويعتبر أحد سكان جنوبى لبنان ويدعى أبو محمد أن الصهاينة يعيشون فى رعب قائلا:" إنهم لا يريدوننا أن نرى ماذا يفعلون وكيف يعيشون..أما نحن فلا نخاف إلا إذا كنا نحن الذى نشيد هذا الجدار". وتسائل أبو محمد قائلا: "كم مرة تخرق إسرائيل الحدود مع لبنان"؟ مضيفا أن الكيان الصهيونى هو الوحيد الذى يحيط نفسه بالجدران العازلة السميكة. وذكرت قناة "فرانس 24" أن الدولة العبرية شيدت جدار عازل على امتداد العديد من الكيلومترات فى الضفة الغربية إلى جانب الحصار المفروض على قطاع غزة فضلا عن أنها بصدد الانتهاء من بناء جدار على حدودها مع مصر وكذلك الجدار المعدنى الذى من المفترض أن يمنع الاختراقات الحدودية القادمة من سورية على هضبة الجولان. ويقول كريم مقدسى أستاذ فى الجامعة الأمريكية ببيروت والمتخصص فى العلاقات العربية الصهيونية إن هذه الظاهرة تشير إلى فشل السياسة الصهيونية مما يجبر الصهاينة على الإنغلاق حول أنفسهم ولإستغلال هذا الانغلاق أمام المجتمع الدولى للانشغال بوضعهم فى الوقت الذى يعوق فيه الصهاينة أى محادثات سلام جدية.