نشر رئيس الكنيست الأسبق أفراهام بورج مقالا بصحيفة ذي إندبندنت بعنوان "حتى أنا الصهيوني أوافق على هذه المقاطعة"، ويقصد مقاطعة بريطانيا للسلع والبضائع والمنتجات التي مصدرها المستوطنات الصهيونية بالأراضي الفلسطينية المحتلة وتحمل علامة "صنع في إسرائيل". ويقول الكاتب إن بريطانيا ظلت منذ العام 2009 تعمل على دعم هذه المقاطعة ويعتبر ذلك بصيص أمل في ظلمة المجهول الذي يكتنف عملية السلام، فبعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي بدت عدة دول أوروبية أخرى، ومنها الدانمارك، مستعدة الآن لاقتفاء أثر مبادرة المقاطعة البريطانية. والمثير في مقال بورج قوله: "على عكس ما قد يحسب المرء، فإن الدول الأوروبية عندما تتخذ مثل هذه المواقف فإنها تخدم مصالح إسرائيل وتعزز الخط الأخضر: أي الحد الفاصل بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية التي تحتلها". ويسترسل الكاتب بالحديث عن إمعان حكومات تل أبيب المتعاقبة في محو معالم الخط الأخضر، بينما عميت عيون المواطنين اليهود وصُمت آذانهم عن هذه الناحية. ويتابع بورج قائلا: "ليس من العداء للسامية أو لإسرائيل في شيء نقل مثل هذه الرسائل، فالمستوطنون الغزاة وحلفاؤهم من الساسة، بمن فيهم بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، هم الأعداء الحقيقيون لمستقبل إسرائيل." ويمضي إلى القول: "إن أي شخص يريد محو الخط الأخضر يكون كمن يعمل على محو قيم نشأة دولة إسرائيل، وهي قيم الديموقراطية والمساواة وحكم القانون والعلمانية والمعاصرة." شبه رئيس الكنيست الأسبق الكيان الصهيوني بالشيطان بسبب ما وصفه ممارساته العنصرية والفاشية، وذلك في محاضرة نظمتها جمعية سيكوي بعنوان المخاوف والمواقف وأثرها على الصراع. وأوضح بورج ضمن محاضرته في بلدة مسغاف في الجليل أن تل أبيب قامت من أجل حل القضية اليهودية لكنها لا تزال عالقة بالماضي وتؤسس علاقاتها مع الآخر على خوف الإسرائيليين من بيئتهم وكأنهم في أوروبا في القرن التاسع عشر. وأوضح بورج -الذي تقلد مناصب مرموقة منها وزير الداخلية ورئيس الكنيست- أن (إسرائيل) تعيش على الرؤية إياها بأن اليهود شعب بلا أرض يريد أرضا بلا شعب، وهي لا ترى الآخر وتحاول تجاوزه بمناورات مختلفة بخلاف الواقع على الأرض.