ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن طبول الحرب باتت تدق بين إيران وأذربيجان منذ بدأت طهران تشعر بالقلق من تطوير باكو نعاونها العسكري مع الكيان الصهيوني. وأضافت الصحيفة أن من مظاهر التوتر بين البلدين تلك المناورات العسكرية البحرية التي تقوم بها طهران حاليا في مياه بحر قزوين غير بعيد عن شواحل أذربيجان. وكذلك غلق معبر حدودي أساسي بينهما، ما أدى إلى اكتظاظ طوابير طويلة من الشاحنات التي تنقل البضائع بين البلدين. وأردفت الصحيفة الأمريكية أن منع السلطات الأذرية أحد كبار مساعدي المرشد علي خامنئي من دخول البلاد، إضافة إلى استدعاء كل بلد منهما سفيره لدى الآخر. ويأتي هذا التوتر على خلفية توترات دبلوماسية أوسع، حيث تنظر إيران إلى جارتها أذربيجان بارتياب بسبب علاقاتها المتنامية مع الكيان الصهيوني، ومنها توقيع صفقة أسلحة في فبراير الماضي بقيمة 1.6 مليار دولار تبيع تل أبيب بموجبها باكو طائرات بدون طيار وأنظمة دفاع، في حين تستورد تل أبيب من أذربيجان أكثر من ربع احتياجاتها النفطية. وتتهم إيران باكو بمساعدة الكيان في اغتيال العالم النووي الإيراني مصطفى أحمدي روشان الذي قتل في انفجار قنبلة ثبتت بسيارته في فبراير الماضي. وكان وزير دفاع أذربيجان صفر أبييف قد صرح في 13 مارس الماضي بأن بلاده لن تسمح لأي دولة باستخدام أراضيها لشن هجوم على إيران، لكن مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أشارت في الشهر التالي إلى أن تل أبيب وجدت موطئ قدم في القواعد الجوية لأذربيجان مما يقربها من احتمال ضرب إيران انطلاقا منها. من جهة أخرى، اعتقلت أذربيجان عشرات الأشخاص هذا العام للاشتباه في ارتباطهم بالحرس الثوري الإيراني وبالتخطيط لشن هجمات على أراضيها، ومنها التخطيط للاعتداء على السفير الصهيوني وأحد الحاخامات في باكو. وتقول السلطات الأذرية إنها أحبطت خطة لعملاء إيرانيين ولحزب الله اللبناني لتفجير سيارة ملغومة قرب السفارة الصهيونية في باكو قبل أربع سنوات، ومؤامرة أخرى كانت تستهدف السفارتين الأميركية والبريطانية في العام 2007. وفي تطور أخير، سلمت أذربيحان مذكرة دبلوماسية إلى إيران تطلب إيضاحا لمكان شاعرين شابين من أذربيجان قيل إنهما اعتقلا خلال زيارة لبلدة تبريز الإيرانية الشهر الماضي.