حذّر تقرير رسمي صهيوني قدم مؤخراً للحكومة من احتمال اندلاع "انتفاضة فلسطينية ثالثة" خلال العام الجاري سواء من خلال قرار تتخذه القيادة الفلسطينية أو في إطار احتجاجات شعبية متأثرة بموجة الثورات التي يشهدها العالم العربي. وجاء بالتقرير الذي أعده مركز "الأبحاث السياسية بوزارة الخارجية" وهو "هيئة استخبارية" ونشرته صحيفة هاأريتس الصهيونية اليوم انه بهذه الفترة لا توجد إرادة لدى القيادة أو الرأي العام الفلسطيني لتصعيد عنيف ضد تل أبيب، ولكن الجمود في العملية السياسية والظروف الاقتصادية الصعبة قد تصب في اتجاه الانتفاضة الثالثة، إضافة إلى موجات الربيع العربي التي يرجح انتقالها لفلسطين. وبحسب التقرير فان استمرار الجمود السياسي وانعدام الاستقرار بالمنطقة من شأنهما أن يدفعا قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية والجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية إلى تصعيد عنيف ضد الكيان الصهيوني. وقام معدو التقرير الذي استعرض أمام مجلس الوزراء المصغر للشئون السياسية والأمنية الكابينيت بتحليل الوضع خلال العام الماضي، وتوقعوا السيناريوهات المختلفة للعام الحالي من وجهة نظر الفلسطينيين. ونقلت هاأرتس عن مصدر لم يكشف اسمه القول إن الفلسطينيين قد يواصلون في الوقت الحالي مناوراتهم الدبلوماسية لعزل تل أبيب على الساحة الدولية، في إشارة إلى خطوات قامت بها السلطة للحصول على عضوية دولة فلسطين بالأمم المتحدة، لافتاً إلى أنه من غير المرجح استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين طالما أن الأنظمة العربية لا تؤيد إجراء حوار مع الكيان. كما يعتبر التقرير أن القيادة الفلسطينية لا ترى في حكومة تل أبيب برئاسة بنيامين نتنياهو شريكة بالإمكان التقدم معها بعملية سلام، زاعماً أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرر تدويل الصراع من خلال العمل على زيادة ضلوع المجتمع الدولي فيما يجري بالضفة الغربية وقطاع غزة. كما حذر تقرير الخارجية الصهيونية من فتور العلاقات مع كل من الأردن ومصر، مشيراً إلى أن الأردن علي المستوي الرسمي يعمل على الحفاظ على اتفاق السلام لكنه يحمل الحكومة الصهيونية مسؤولية الجمود السياسي. وفي السياق ذاته، قال المحلل للشؤون الفلسطينيّة في صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية روني شاكيد إن المؤسسة الأمنية في تل أبيب تتخوف من أن يتسبب الإضراب عن الطعام، الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال بموت أحد الأسرى، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى اشتعال اضطرابات عنيفة في جميع أنحاء المناطق المحتلّة، مشيراً إلى أنه يوماً بعد يوم يحظى الإضراب بمزيد من التعاطف بين صفوف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، كذلك بين صفوف عرب ال48، على حد قوله. من ناحيته قال المحلل للشؤون الأمنيّة في الصحيفة ذاتها، أليكس فيشمان، إنّ الجمود الذي يُسيطر على ما يُطلق عليها المسيرة السلميّة بين الصهاينة والفلسطينيين يؤدي إلى رفع حالة التأهب في صفوف المؤسسة الأمنية، إذ إنه منذ ذكرى يوم الأرض الأخيرة باتت حالة التأهب في صفوف قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في الدرجة القصوى، مضيفاً أنّه في 15 من الشهر الجاري سيُحيي الفلسطينيون الذكرى ال64 للنكبة.