في الوقت الذي يواصل فيه ابناء عائلة الجندي الصهيوني المختطف لدى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وآلاف الصهاينة مسيرتهم الاحتجاجية الى ديوان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، بالقدس الغربية، لحثه على اطلاق جلعاد شاليط في صفقة تبادل مع حماس، قال القائد العسكري الصهيوني لمنطقة المركز، الجنرال افي مزراحي، المسئول من قبل الاحتلال عن الضفة الغربيةالمحتلة، انّ اطلاق سراح اسرى حركة حماس الى الضفة الغربية في اطار صفقة تبادل اسرى لا يشكل خطرا امنيا ملموسا. تجدر الاشارة في هذا السياق الى ان حركة حماس وديوان رئيس الحكومة الصهيونية قد نفيا نفيًا قاطعًا صحة الانباء التي تحدثت عن تجدد المفاوضات لانجاز صفقة تبادل اسرى بوساطة مصرية. وكان مزراحي قد صرح بذلك قبل شهر ونصف الشهر لصحيفة "هآرتس".
وكتبت الصحيفة الصهيونية ان هذه التصريحات "تتناقض جملةً وتفصيلا مع اقوال رئيس الوزراء، ، بنيامين نتنياهو، والتي جاء فيها انّ اسرائيل لا تستطيع التخلي عن مطلبها بابعاد الاسرى خشية حصول تصعيد ملموس في نطاق العمليات التي تستهدفها. وبحسب الصحيفة فقد قال الجنرال مزراحي انّه لا يخشى من اطلاق سراح الاسرى الى الضفة الغربية".
وبحسبه، فان الجيش الصهيوني واجهزة الامن على اتم الاستعداد لمثل هذا الوضع.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولها انه حتى في حال اطلاق سراح عدد كبير من اسرى حركة حماس الى الضفة الغربية لن تكون هناك بنية تحتية تستطيع استيعابهم، وانّه بالتالي سيكون من السهل على جهاز الامن العام (الشاباك) متابعة تحركاتهم.
وساقت المصادر ذاتها قائلةً انّ قوات الامن الفلسطينية، التي تخشى تعزز قوة حماس في الضفة الغربية، سوف تبذل جهودها للتضييق على تحركاتهم.
وقالت المصادر الامنية في تل ابيب ايضا ان القوى الامنية الصهيونية تمكنت خلال السنة الماضية، من القضاء على البنية التحتية للارهاب الفلسطيني، على حد قوله، في الضفة الغربيةالمحتلة.
جدير بالذكر انّ وسائل الاعلام الصهيونية نشرت خبرا مفاده انّ وزير المخابرات المصرية، الجنرال عمر سليمان، قال في محادثات مغلقة مع الصهاينة، حول صفقة تبادل الاسرى، انّه يجب اطلاق سراح الاسرى واعادتهم الى الضفة الغربية، "وفي حالة عودتهم الى الارهاب، فإنّكم، قادرون على قتلهم".
في نفس السياق، رفض ديوان رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، التعليق على الأنباء حول حصول تقدم في صفقة تبادل الاسرى بين حكومته وحركة حماس.
وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو، نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" انّ القناة الوحيدة للمباحثات والتي خولت من الطرفين ولا تزال تعمل هي الوسيط الالماني.
واضاف البيان "كالعادة، لا ننوي التطرق الى النشر في وسائل الاعلام الاخرى، في اشارة الى الانباء عن حدوث تقدم في المباحثات".
وكانت صحيفة "الأيام" الفلسطينية قد كتبت في عددها الصادر السبت، ان مصادر مصرية مطلعة قد كشفت عن ان جهود الافراج عن الجندي الصهيوني المختطف في قطاع غزة، جلعاد شاليط، قد استؤنفت من جديد بوساطة مصرية.
واضافت ان المصادر المصرية قد اشارت الى ان هذه القضية كانت محل مناقشة مستفيضة اجراها رئيس الدائرة السياسية والامنية في وزارة الامن الصهيونية، عاموس جلعاد، مع رئيس المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان في القاهرة مؤخرا.
وبحسب الصحيفة فقد اوضحت المصادر انه من المنتظر وصول قياديين من حركة حماس الى القاهرة، السبت، لمعرفة الافكار الصهيونية الجديدة، مشيرة الى ان الجانب الصهيوني ابلغ نظيره المصري برغبته في ابعاد عدد من الفلسطينيين لمدة عامين في مصر او سورية او الاردن.
وقالت المصادر انّ الجانب المصري رفض هذا الاقتراح. يذكر ان القيادي في حركة حماس محمود الزهار كان قد صرح، الخميس الماضي، ان المفاوضات بشأن تبادل الاسرى - التي جرت في 120 جولة بوساطات متعددة كانت الاخيرة فيها عبر الوسيط الالماني - قد توقفت بسبب خروج حكومة نتنياهو عن الاتفاق ومحاولة افراغه من محتواه.
واكد الزهار على انّ الاتفاق كان ينص على الافراج عن الف اسير فلسطيني من بينهم 450 من كبار الاسرى، وان حكومة نتنياهو تريد التراجع عن القائمة التي وافقت عليها الحكومة السابقة، على حد قوله.