أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن نسبة المشاركة فى الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بلغت 28.29% عند منتصف النهار بتوقيت باريس، وكانت نسبة المشاركة فى انتخابات 2007 قد بلغت 31.21%. ويتنافس عشرة مرشحين يمثلون التيارات السياسية الفرنسية فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التى تجرى يوم الأحد، فى اختتام حملة تبدو نتائجها شبه معروفة ما لم تحصل مفاجأة، إذ يتصدرها الرئيس نيكولا ساركوزي المرشح لولاية ثانية ومنافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند. وبدأت عمليات التصويت يوم السبت لحوالى 900 ألف فرنسى فى الأراضي الفرنسية ما وراء البحار، أو من المقيمين فى القارة الأميركية. وبموجب الدستور الفرنسي توقفت الحملة رسمياً منتصف ليل الجمعة – السبت، والتزم المرشحون عدم الإدلاء بتصريحات فى انتظار ما ستؤول إليه نتائج الجولة الأولى للاقتراع. كما حظّر على معاهد الاستطلاع نشر أي تقديرات لنسب الأصوات التى ستتوزع على المرشحين ويسود الانتخابات الرئاسية تخوف من ارتفاع نسبة الممتنعين عن التصويت، التى قد تصل إلى 29 فى المئة فى الجولة الأولى، لا سيما فى أوساط الشباب والعمال وفقاً لما أشارت إليه استطلاعات الرأي، على رغم تنوّع البرامج الانتخابية، نظراً إلى ارتفاع عدد المرشحين وتفاوت توجهاتهم. لكن الانطباع الغالب لدى كثيرين من الناخبين الفرنسيين الذين يقدّر عددهم بحوالى 45 مليوناً، هو أن التنافس الفعلي محصور بين ساركوزي الذى يطمح إلى التقدّم على هولاند فى الجولة الأولى واستغلال فترة الأسبوعين الفاصلين عن الجولة الثانية (6 مايو) لإعادة تركيز حملته أملاً بالتفوق على منافسه، الذى أشارت الاستطلاعات على مدى الشهور الماضية إلى أنه الأوفر حظاً فى الفوز بالرئاسة. وعلى رغم براعة ساركوزي الخطابية التى أكدها مجدداً عبر المهرجانات والمقابلات التى أدلى بها، فإن حملته التى ركزت على مخاطبة الناخبين اليمينيين واليمينيين المتطرفين، وعلى انتقاد شخصية هولاند وخبرته، لم تقلع فعلياً ربما نتيجة الأخطاء التي تراكمت على مدى ولايته الرئاسية التى اتسمت فى الرغبة بالتفرّد وحب الظهور. كما أن ساركوزي الذي كان وعد بالكثير على صعيد القدرة الشرائية والأجور والرفاهية قبل توليه الرئاسة عام 2007، وجد نفسه مضطراً لإدارة أزمة اقتصادية خانقة لم تساعده في الوفاء بوعوده، وحالت دون خوضه الانتخابات الحالية انطلاقاً من حصيلة ما أنجزه خلال السنوات الخمس الماضية. أما هولاند فخاض حملة تتسم بالثبات، ركّزت على ضرورة تغيير أسلوب إدارة شؤون البلاد لتحقيق مزيد من العدل فى توزيع العائدات والحفاظ على المكاسب الاجتماعية ورص صفوف الفرنسيين وتحقيق المصالحة بينهم، معتبراً أن سنوات حكم ساركوزي فرّقتهم وألّبت بعضهم على بعض. واضطر هولاند فى إطار برنامجه إلى مراعاة التيارات المختلفة داخل حزبه ومسايرة حلفائه اليساريين الذين سيلتفون حول ترشّحه فى حال تقدّمه فى الجولة الأولى، ما جعله يتمادى فى التهجم على الأسواق المالية ويتعهّد فرض ضرائب ثقيلة على أصحاب المداخيل المرتفعة. لذا فإن ارتفاع نسبة مؤيدى هولاند قد لا يكون مرده تحديداً إلى شخصه أو برنامجه، بل الى درجة الرفض الذي يثيره ساركوزي لدى الرأي العام، بما فيه الشرائح اليمينية. وبالنسبة إلى الآخرين، فإن التنافس على أشده بين مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن ومرشح اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون، إذ يراهن كل منهما على الحلول ثالثاً بعد ساركوزي وهولاند. ويطمح مرشح تيار الوسط فرانسوا بايرو إلى إحراز نسبة لائقة من الأصوات في الجولة الأولى، تتيح تحقيق مكاسب لتياره إذا قرر تأييد أحد المرشحين الرئيسيين فى الجولة الثانية. أما صغار المرشحين، وهم مرشحة أنصار البيئة الخضر ايفا جولي ومرشحة القوى العمالية نتالي أرتو ومرشح الحزب المعادي للرأسمالية فيليب بوتو، والمرشح غير القابل للتصنيف جاك شوميناد، فقد أسمعوا صوتهم ودافعوا عن مواقفهم، لكن نسب التأييد التي يحظون بها ضئيلة، وقد لا تتجاوز لبعضهم 2 %.
