خاطب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الزعماء العرب في افتتاح قمة بغداد، يوم الخميس، قائلاً :"إن أحداث العام الماضي في العديد من دولنا العربية أكدت حاجتنا إلى الإصغاء جيداً لشعوبنا وتطلعاتها". وأضاف عباس :"في عالم متغير تتداعى فيه الحواجز وتعبر فيه الأزمات السياسية والاقتصادية عبر الحدود ومن منطقة إلى أخرى، وفي منطقة كمنطقتنا تمتلك العديد من المميزات الإستراتيجية وفي مجتمعات كمجتمعاتنا تمثل فيها الأجيال الشابة ما يقارب الثلثين من عدد السكان تصبح الحاجة ملحةً للفهم والتفهم، والتحرك السريع والحاسم لتبني وتنفيذ برامج الإصلاح في مختلف المجالات وبشكل يرسخ نقلةً نوعيةً في المشاركة الشعبية والأداء الديمقراطي ويقدم حلولاً عملية لمشاكل البطالة بتبنيه خططاً تنمويةً فاعلةً تحقق العدالة الاجتماعية وتقود إلى مستويات متقدمة من النمو والازدهار. وقال: إن شعوبنا تتطلع إلينا وتتوقع منا الكثير، الأمر الذي يتطلب منا وقفةً صريحةً نقرأ فيها بروح المسؤولية الوطنية والقومية المعطيات الماثلة أمامنا لننطلق منها معاً ومن قاعدة المصير المشترك لشعوبنا نحو تدشين مرحلة جديدة نقدم فيها إجابات موحدة عن الأسئلة التي تطرحها الأحداث المتلاحقة. كما شدد الرئيس على حتمية تطوير منظومة العمل العربي المشترك وأداتها الرئيسة المتمثلة في جامعة الدول العربية، وأنه يجب دعم جميع الدول للجهود التي يبذلها الأمين العام للجامعة لتطوير عمل الجامعة وهيئاتها. وقال: إن الشعب الفلسطيني يدرك تماماً أن موقع قضيته ثابت في مكانه في أفئدة قادة وشعوب دولنا العربية، ونحن نثق تماماً أن القضية الفلسطينية تمثل كما كانت على مدى العقود الماضية نقطة ارتكاز وتلاق للعمل العربي، وهي قادرة في هذه المرحلة الحساسة على أن توفر قاعدةً للاتفاق ونقطة قوة في علاقة الوطن العربي بالعالم، وبخاصة بمنظمة التعاون الإسلامي التي تشكل القضية الفلسطينية أيضاً نقطة ارتكاز وتلاق لدولها. وأضاف: إننا الآن بصدد تقديم رسالة رسمية إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية نستعرض فيها الانتهاكات الإسرائيلية وبخاصة استمرار النشاط الاستيطاني، والتأكيد على أن هذه الانتهاكات جعلت السلطة الفلسطينية تفقد مبرر وجودها المتمثل بالانتقال بالشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، ونطالب في هذه الرسالة بتحديد الموقف الإسرائيلي وبشكل رسمي من قضيتين رئيستين هما: مرجعية السلام واستمرار النشاط الاستيطاني، وكما جرت العادة فإننا سنتشاور معاً في المرحلة المقبلة حول خطواتنا اللاحقة والمحددة للتحرك. وأكد عباس :"أننا نواصل جهودنا الحثيثة لإنهاء الانقسام واستعادة وحدة الوطن والأرض والمقدسات وهي مهمة مقدسة وتكتسب طابعاً ملحاً يوماً بعد يوم، ومن جهتنا نؤكد أن كل ما تم الاتفاق عليه مستعدون لتنفيذه، مستعدون للالتزام به، لأن المصالحة هي عودة الوحدة، وحدة الشعب ووحدة الوطن، وهي هدف ثمين وغال على قلوبنا جميعاً. وأضاف: إن مرتكزنا الأساسي في هذا الجهد هو العودة للشعب والاحتكام لصناديق الاقتراع ولإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، يقول فيها الشعب كلمته. كما دعا الرئيس الفلسطيني "أشقاءنا العرب إلى تفعيل قرارات القمم السابقة حول دعم الشعب الفلسطيني ودعم القدس وبخاصة قرارات القمة السابقة التي لم تفعل، إن هذا الدعم مطلوب في هذه المرحلة وبشكل ملح لمواجهة الأزمة المالية الحادة التي تواجه السلطة الفلسطينية نتيجة سياسات الاحتلال الإسرائيلي وهذا أيضا يتطلب الوفاء بالتزامات الدول التي وردت في قرارات القمم السابقة، لمن لم يف بالتزاماته".