بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق المبادرة العربية، كتب جيمس زغبى السياسى الأمريكى (العربى الأصل) يقول أنه مضت عشر سنوات على مرور مبادرة السلام العربية التى أكد القادة العرب بموجبها أنهم سيعترفون بإسرائيل، ويطبعون العلاقات معها، إذا ما انسحبت من المناطق التى احتلتها فى حرب يونيو1967 ودخلت فى مفاوضات مع الفلسطينيين للتوصل إلى حل للصراع المستمر منذ عقود. وبإصدارهم لتلك المبادرة أوضح القادة العرب أن المشكلة مع إسرائيل ليست وجودية، وإنما هى مشكلة تتعلق بالسلام والأراضى والحقوق. وكان من المفترض أن يكون ذلك اختراقاً كبيراً جداً، ولحظة تغيير مصيرية فى تاريخ الصراع، ولكن هذا لم يحدث للأسف، حيث تمنعت إسرائيل على المبادرة ، وهونت من شأنها، كما قللت كذلك إدارة بوش من أهميتها. فليس هناك شك فى أن تلك المبادرة، كانت بالنسبة للبعض فى العالم العربي، حبة دواء مرة نظراً للمظالم التاريخية الحقيقية والعميقة، التى كانوا يحسون بها جراء الخيانات التى تعرضوا لها على أيدي القوى الاستعمارية التى مزقت الوطن العربي، ودعمت إقامة إسرائيل على أرض فلسطين. وأشار السياسى الأمريكى إلى أن العرب مثل كافة شعوب التى ابتليت بالاستعمار الاستيطانى ظلوا ثابتين فى إصرارهم على عدم شرعية ذلك الكيان الجديد الذى طرد الشعب الفلسطيني المالك الأصلى للأرض من دياره، وهو ما أدى لاستدامة الصراع إلى أن وصل ذروته فى حرب الخامس من يونيو عام 1967 التي احتلت فيها إسرائيل الجزء المتبقي من فلسطين. فعندما توصل الإسرائيليون والفلسطينيون إلى اتفاقيات أوسلو عام 1993، بدا أن الحل النهائي للصراع بات قاب قوسين أو أدنى، وخصوصاً بعد أن اعترف الطرفان بحقوق كل منهما الوطنية (وهذا يمثل الاختراق الرئيسى الحقيقى فى اتفاقيات أوسلو). وقد اعتقد العالم في ذلك الوقت أن الطريق بات ممهد أخيراً لمفاوضات تؤدي إلى إنهاء الصراع مرة واحدة وإلى الأبد من خلال إقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية. وبالنسبة للعديد من الفلسطينيين كانت أوسلو خطوة صعبة، ولكنهم تفهموا فى ذات الوقت أنها كانت خطوة يتعين عليهم القيام بها لتطبيع وضعهم، وضمان حقهم فى تأسيس دولتهم، وإعادة بناء مجتمعهم الوطنى. ولكن لم تكن المحصلة مثالية -هكذا أدركوا- ولم تكن بالتالى كافية لمعالجة المظالم التاريخية التى تعرضوا لها، ولا كافية لاستعادة كافة حقوقهم المشروعة. ومع ذلك، وضع الفلسطينيون ثقتهم فى المفاوضات معتقدين أن المستقبل الذي سيبنونه من خلال أوسلو، سيكون أفضل من المستقبل الذين سيحصلون عليه من خلال استمرار الصراع. وأشار جيمس إلى أنه بعد مرور عشر سنوات على تلك الاتفاقية، تضاعفت الآن المستوطنات الإسرائيلية فى الأراضي المحتلة، كما تم فصل القدس عن الضفة الغربية من خلال سلسلة من المشروعات الاستيطانية الضخمة، ونقاط التفتيش، كما تفاقمت البطالة، وأصبح من الواضح أن إسرائيل ليست لديها الرغبة ولا النية فى السماح بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، أو الدخول فى مفاوضات جدية يمكن أن تؤدي إلى ذلك فى نهاية المطاف، أو تقود إلى حل العديد من الموضوعات الأخرى المعلقة مثل (ملفى اللاجئين والحدود وغيرهما...)