استغلت قوات الاحتلال الأمريكية بالعراق الهجوم الصاروخي الذي شنه مقاتلون عراقيون على قاعدة لها ببابل جنوب بغداد مؤخرا، في الترويج لعزمها على الخروج من العراق، وأن مثل هذه الهجمات لن تفلح في خلق انطباع بأن الأمريكيين ينسحبون تحت النار فرارا من المقاومة –حسب زعمهم-. وقالت نيويورك تايمز أنه عادة ما ترفض القوات الأمريكية في العراق الاعتراف بالهجمات الصاروخية التي يشنها المقاتلون العراقيون على قواعدها للحيلولة دون معرفة المهاجمين لنتائج هجومهم وما إن كانوا قد أصابوا شيئا أم لم يصيبوه. غير أن أمس الجمعة مثل استثناء، إذ أصدرت قوات الاحتلا بيانا قالت فيه إن "الجماعات الإرهابية تنفذ هجمات ضد القوات الأمريكية لخلق انطباع خاطئ بأنها اضطرتنا إلى المغادرة". وقال بيان الجيش إن صاروخي كاتيوشا أطلقا الثلاثاء على قاعدة كالسو ببابل، مما أسفر عن جرح جنديين أمريكيين، كما اكتشفت القوات الأمريكية صواريخ عدة فشل المقاتلون في إطلاقها، وحذرت من خطورة استخدام هذه الصواريخ على المدنيين. وشدد البيان على أن مثل هذه الهجمات الصاروخية شنت لأغراض الدعاية لخلق الانطباع بأن الأمريكيين يفرون تحت النار بعد أكثر من ثماني سنوات من الحرب، وهو ما تنفيه هذه القوات كلية. ويعمل الأميركيون على قدم وساق لسحب ما تبقى من قواتهم من العراق بحلول 31 ديسمبر، ومع انسحابه يحرك الجيش الأمريكي قواته المنتشرة في الشمال العراقي إلى القواعد الموجودة أقصى الجنوب باتجاه الحدود الكويتية.