البيئة التي تحيط من حولنا هي أحد الأشياء الأساسية التي تتعلق بصحتنا وسلامتنا الجسدية والعقلية، وهي مسؤولية تقع على عاتق الناس في كل مكان، لا تتوقف فقط عند حدود المسؤولية الحكومية أو الطبية، فسلامة البيئة جزء أساسي من سلامتنا. والبيئة هي جميع الأشياء والكائنات الحية التي تشاركنا الحياة على كوكب الأرض، بما في ذلك الهواء والماء والتربة والمعادن وغيرها. كما تشمل البيئة الطبيعية على اليابسة، والغلاف والمحيط الجوي، والغلاف المائي، ومصادر الطاقة وغيرها. وقد جعلها الله سبحانه وتعالى في خدمة الإنسان طالما استطاع أن يستخدمها في الخير، يقول الله تبارك وتعالى: "إني جاعل في الأرض خليفة". والإنسان الذي استخلفه الله تعالى في الأرض، استغل البيئة استغلالاً متفاوتاً، فالبعض استغلها بشكل إيجابي، والبعض الآخر بشكل سلبي. أمريكا ومشكلة التلوث البيئي: من بين الدول التي استغلت البيئة بشكل سلبي، الغرب والدول المتطورة عموماً، والولايات المتحدةالأمريكية بشكل خاص، والتي كانت لها تجربة مريرة في حياة الإنسانية من خلال القنبلتين النوويتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي في اليابان، والتي تسببت بالقضاء على البيئة في تلك المنطقة، وإحداث تشوهات جينية في الكائنات الحية هناك، ستستمر مئات السنين. كذلك فالولايات المتحدة لا تزال ترفض المصادقة على بروتوكول "كيوتو" الخاص بخفض الانبعاثات الضارة بالبيئة والمناخ، حيث تقدر وكالة حماية البيئة الأمريكية، أن الالتزام بالمعايير العالمية للحفاظ على البيئة يمكن أن يوفر قرابة 100 مليار دولار من تكاليف الرعاية الصحية، كما ستعمل على إنقاذ حياة قرابة 12 ألف شخص من أمراض قد تصيب الرئتين والقلب. إلا أن واشنطن مصرة على دعم رجال الأعمال على حساب الصحة العامة، وقد طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخراً، وكالة حماية البيئة بسحب القواعد المقترحة بتشديد معايير المحافظة على "الأوزون"، تودداً لرجال الاقتصاد والمال. البيئة تعاني: وتعاني البيئة المحيطة بنا اليوم العديد من المخاطر والآثار السلبية، بسبب السلوكيات الخاطئة، والتي تتضمن النشاطات اليومية للناس، حيث يعمل التلوث البيئي على: 1- إحداث خلل في عناصر النظام البيئي المحيط بنا. 2- تغييرات كمية ونوعية في تلك العناصر. وتحدد المخاطر البيئية بعدة مستويات. 1- التلوث الخطير: وهو الذي ينتج عنه إتلاف وموت في عناصر البيئة المحيطة بنا، يصعب على الإنسان التعايش معها، كالتلوث الصناعي، وغيره. 2- تلوث غير خطير: يتسبب بتعريض أحد عناصر البيئة للاختلال والتلف، وتكون تأثيراتها بسيطة وتراكمية، كعوادم السيارات والتدخين والقمامة وغيرها. 3- تلوث مدمر: وفيه يتسبب التلوث بموت الكائنات الحية وانهيار النظام البيئي، كالتلوث النووي. كيف نحافظ على بيئتنا؟ من المهم أن يلتزم كل فرد منّا بالمحافظة على البيئة، وذلك من خلال مراقبة الله عز وجل، واستشعار قيمة الخلافة التي كلفنا الله بها على الأرض، والالتزام بالمعايير الإسلامية المثلى، إذ إن الدين الإسلامي وضع أسس وقواعد المحافظة على البيئة منذ أكثر من 14 قرنا، أي قبل أنظمة ومعايير السلامة البيئية العالمية بمئات السنين. ومن ذلك: 1- المحافظة على النظافة العامة والنظافة الشخصية، ومن الهدي النبوي: الاغتسال، والتطيب، والوضوء اليومي، والأناقة وغيرها. 2- وقف جميع أشكال الهدر لعناصر البيئة، يقول صلى الله عليه وسلم ((لا تسرف ولو كنت على نهر جار)) رواه أحمد و ابن ماجه، وضعفه بعض أهل العلم، وصححه الشيخ شاكر، وحسنه الألباني، وتوجد أحاديث أخرى صحيحة تنهى عن الإسراف. 3- دعم وزيادة موارد البيئة المفيدة والتي تساعد على الحد من التلوث، كزراعة الأشجار وغيرها.. يقول صلى الله عليه وسلم ((إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها فله بذلك أجر)) رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، والبزار وصححه الهيثمي. 4- محاربة أشكال الإفساد التي تحدث للكائنات الحية والبيئة. البحث عن موارد بديلة للطاقة، تخفف من استهلاك البيئة والانبعاثات الخطيرة.