د.مازن النجار \n\nأفادت أبحاث جديدة أن تلقي المرضى لجرعات صغيرة متواصلة من عقار يقوي جهاز المناعة بأسلوب الجرعات المعروف ب\"التكرار المتغير الإيقاع\"، يمكن أن يشكل إستراتيجية علاج لقاحي لسرطان البروستات بطريقة آمنة تنتج استجابات مناعية مماثلة، وآثارا جانبية أقل مقارنة بأسلوب الجرعات الأكثر شيوعا، الذي لا يتحمله مرضى كثيرون.\n\nوأجرى هذه الدراسة باحثون بالمعهد الوطني للسرطان الذي يتبع معاهد الصحة القومية، ونشرت حصيلتها قبل أيام بدورية \"بحوث السرطان الإكلينيكية\"، كما أورد بيان تلقته \"الجزيرة نت\" من المعهد.\n\nويشار إلى أن اللقاح المستخدم في هذه الدراسة مصمم لتحفيز الاستجابة المناعية ضد \"مستضدات البروستات الخاصة\" (PSA)، وهو بروتين تفرزه البروستات، وترتفع مستوياته في الدم بسبب سرطان البروستات، وحالات أخرى غير سرطانية.\n\nودرس الباحثون الآثار الجانبية والاستجابات المناعية لدى مرضى عولجوا بنهج ثلاثي الوسائل: اللقاح، العلاج بالإشعاع، ونظام علاجي بديل بجرعات من عقار يقوي جهاز المناعة، ويسمى \"إنترلوكِن-2\". \n\nوكان جميع المرضى المشاركين في الدراسة مصابين بسرطان البروستات، ولم تجر لهم جراحات استئصال للأورام، كما كانوا جميعا مرشحين للعلاج الإشعاعي بوصفه خيارا علاجيا أساسيا.\n\nإطلاق الاستجابات المناعية\n\"\nتلقي المرضى لجرعات صغيرة متواصلة من عقار يقوي جهاز المناعة طريقة آمنة، تنتج استجابات مناعية مماثلة وآثارا جانبية أقل مقارنة بأسلوب الجرعات الأكثر شيوعا\n\"\nوكان تطوير أسلوب بديل لإعطاء لقاح يتحمله معظم المرضى وينتج استجابات مناعية مماثلة لاستجابات الأساليب القياسية المعمول بها، يساعد على تطوير علاجات لقاح لسرطان البروستات.\n\nوتصمم اللقاحات لعلاج السرطان بحيث تحفز جهاز المناعة لمهاجمة خلايا الأورام بدون إيذاء الخلايا الطبيعية.\n\nوهناك عدة بروتينات مثل \"مستضدات البروستات الخاصة\"، التي تنتجها خلايا السرطان بكميات كبيرة، وتصلح زنادا لإطلاق الاستجابات المناعية عقب الشروع في أخذ اللقاح.\nوأدت هذه النتائج لتطوير لقاحات سرطان تستهدف البروتينات، المعروفة بمستضدات مرتبطة بالأورام.\n\nولتعزيز دفاعات الجسم الطبيعية تُعطى مقويات لجهاز المناعة، مثل \"إنترلوكِن-2\"، مع اللقاحات. لكن تعاطي \"إنترلوكِن-2\" يترافق غالبا مع آثار جانبية ملموسة، كالإعياء وارتفاع مستويات سكر الدم.\n\nوفي دراسة سابقة تناولت نفس لقاح سرطان البروستات، أعطي \"إنترلوكِن-2\" لنحو 19 مريضا يوميا مدة خمسة أيام متتابعة، خلال دورة علاجية باللقاح استمرت 28 يوما، لكن أغلبية المرضى اضطروا لخفض جرعة \"إنترلوكن-2\" أو وقفها، بسبب الإعياء.\n\nخفض الآثار الجانبية\nأما في هذه الدراسة الجديدة فقد سعى الباحثون إلى خفض الآثار الجانبية المتصلة ب\"إنترلوكن-2\"، لذلك داوى الباحثون 18 مريضا باللقاح والعلاج الإشعاعي، لكن مع خفض جرعات \"إنترلوكن-2\"، وتوزيعها على فترة أطول.\n\nولقي المرضى نفس كمية \"إنترلوكن-2\" الإجمالية كما في الدراسة السابقة، لكن بجرعات صغيرة يومية، استغرقت 14 يوما لكل دورة علاجية مدتها 28 يوما.\n\nوباستخدام الأسلوب العلاجي الجديد، حدثت آثار جانبية لأقل من ربع المشاركين، بحيث تطلب الأمر خفض جرعاتهم من \"إنترلوكن-2\".\n\n\"\nأسلوب الجرعات الجديد حفز استجابات مناعية ضد مستضدات أخرى لسرطان البروستات، مماثلة لاستجابات أسلوب الجرعات القياسي\n\"\nكذلك وجد الباحثون أيضا أن جرعات \"إنترلوكن-2\" بأسلوب \"التكرار المتغير الإيقاع\" قد أنتجت تأثيرات على عدد الخلايا المناعية والاستجابات المناعية تماثل تلك الناتجة سابقا عن أسلوب الجرعات القياسي.\n\nوتبين أن خمسة بين ثمانية مشاركين تم تقييمهم بعد التجربة تضاعفت لديهم الخلايا المناعية ثلاثة أضعاف، وتوجهت الخلايا ضد \"مستضدات البروستات الخاصة\".\n\nكما لاحظ الباحثون أن أسلوب الجرعات الجديد قد حفّز لدى بعض المشاركين استجابات مناعية ضد مستضدات أخرى لسرطان البروستات، مماثلة لاستجابات أسلوب الجرعات القياسي.\n\nويعتقد الباحثون أن سلامة وجدوى أسلوب جرعات \"إنترلوكن-2\" الجديد تجعله يبدو متفوقا على الأسلوب القياسي الشائع، لكنهم يرون ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث لتقييم كفاءة الأسلوب الجديد في علاج سرطان البروستات.