د.مازن النجار \n\n أعلن علماء أميركيون أن تطوير اختبار جلد بسيط يسمح باكتشاف مرض ألزهايمر مبكرا أصبح احتمالا مستقبليا ممكنا. ويمكن إجراء هذا الاختبار بسهولة بواسطة ممرض أو فني طبي في عيادة طبيب أو عيادة خارجية.\n \nفقد وجد فريق بحث من معهد روكفلر لعلوم الأعصاب أن مواد معينة في خلايا الجلد قد تتيح للأطباء إثباتا أو نفيا سريعا ودقيقا لشكوكهم حول أعراض ألزهايمر المبكرة لدى مرضاهم.\n \nويبدو أن الباحثين قد عثروا على \"مؤشر حيوي\" يمكن أن يميز بدقة بين مرض ألزهايمر وغيره من صور الخرف خلال السنة أو السنتين الأولين من نشوء وتقدم المرض.\n \nأظهر المؤشر الحيوي مستويات دقة عالية لدى اختباره على خلايا جلدية من بنك الأنسجة، وعينات أخرى موثقة التشخيص أخذت لدراسة سابقة غير منشورة. كما أظهر المؤشر الحيوي إمكانية استخدامه في اختبار عينات الدم.\n \nصعوبة التشخيص\nيشير الباحثون إلى صعوبة التمييز بين التلف الإدراكي المعتدل أو الخرف وبين مرض ألزهايمر في مراحله المبكرة. بيد أن علاجات ألزهايمر تكون في أقصى فعاليتها قبل التلف المدمر والواسع النطاق لوظائف الدماغ، الذي ينشأ لا محالة بعد أربع سنوات أو أكثر من الإصابة. \n \nوقد وجد علماء آخرون أن بالإمكان العثور على تأثيرات مرض ألزهايمر في مختلف أنحاء الجسم، وليس فقط في الدماغ، بيد أن فريق بحث معهد روكفلر قد اكتشف \"مؤشرا حيويا\" على المرض لدى اختبارهم لعلامات التهاب خلايا الجلد متصلة بألزهايمر، وهي تعرف بالخلايا الأرومية الليفية، بدون الحاجة إلى اختبارات تنتهك الجسم، كتصريف السوائل بالفتيل القطني.\n \nويبدو أن الإصابة بمرض ألزهايمر تستحث تغيرات تتمثل في اختلال حاد في نسب صورتين من إنزيم موجود في خلايا الجلد المعرضة لجزيء براديكينين المتصل بالالتهاب. هذا الاختلال بالذات لا يوجد في خلايا الأشخاص المصابين بصور الخرف، مثل مرض باركنسن والخرق متعدد الخلل وكوريا هنتنغتن.\n \nتوسيع التجربة\nصمم الباحثون مؤشرا لمرض ألزهايمر، سيساعد كذلك تقييمات الأطباء للخرف، وبما يتيح للعلماء تحويل نتائج الاختبار لكل مريض إلى رقم واحد. وقد أنتج الاختبار نتائج جيدة لدى إجرائه على 60 عينة أنسجة، 30 مأخوذة من بنك الأنسجة، و30 عينة أخرى من أشخاص تم تشخيص إصابتهم بألزهايمر.\n \nوكانت دراسة أخرى -غير منشورة- للاختبار قد أجرته على 100 شخص، وأظهرت نتائج جيدة، وأعرب الباحثون عن استعدادهم لتوسيع التجربة لتشمل آلاف الأشخاص، الأمر الذي يراه الخبراء ضروريا لأن الفرضية الكامنة خلف الاختبار ليست صيغة مقبولة تماما بعدُ، إذ لم يقدم الباحثون إثباتا لها.\n \nورغم أن وجود التهاب حول الأجمات النشوية التي تتشكل في أدمغة مرضى ألزهايمر أمر معروف تماما، فإنه يبقى من الضروري إثبات وجود التهاب في أماكن أخرى من الجسم.\n \nووفقا للباحثين، تظهر النتائج أنه عندما يتفق مؤشر ألزهايمر (الذي قاموا بتصميمه) مع التشخيص الإكلينيكي لوجود المرض، فهناك احتمال عال لدقة التشخيص. ونشرت نتائج الدراسة في العدد الأخير من \"فعاليات الأكاديمية الوطنية للعلوم\" وعرضتها \"نيوزمديكال نت\".