د.مازن النجار \n\nتمكن باحثون أستراليون من تحديد هوية بروتين بشري جديد يتواجد في الخلايا الظهارية المبطنة لمسالك الإنسان الهوائية، وهي الخلايا المسؤولة عن تنظيم ومعايرة التهاب المسالك الهوائية التحسسي.\n\nهذا البروتين الشحمي للخلايا (البيضاء) الملتقمة الكبرى، والرابط للحامض الدهني -والمسمى ب\"aP2\"- معروف بتنظيمه لامتصاص وتمثل خلايا الدهون للأحماض الدهنية، وربطته دراسات سابقة بمقاومة الإنسولين لدى مرضى السكر وبنشوء التصلب العصيدي للأوعية الدموية.\n\nأدوار متعددة\nتشير الدراسة الجديدة إلى أنه بالإضافة إلى دور البروتين الجديد في النوع الثاني من مرض السكري وفي تصلب الشرايين، فإنه يلعب دورا أساسيا في أمراض حساسية المسالك الهوائية كالربو، ويقدم ارتباطا مثيرا آخرا بين نظام المناعة ونظام الأيض (الميتابوليزم).\n\nالدراسة أجراها فريق بحث من معهد غارفن للأبحاث الطبية في مدينة سيدني بأستراليا، وظهرت مؤخرا على الموقع الإلكتروني لمجلة البحث الإكلينيكي، وستنشرها المجلة في عدد الشهر القادم، وقد أصدرت خلاصة لها أتاحتها شبكة يوريكاليرت. \n\nتهيمن \"فرضية النظافة الشخصية\" حاليا على تفكير الأخصائيين في الحقل الطبي حول مسببات الربو الأصلية. وتذهب هذه الفرضية إلى أن التهابات الطفولة والعوامل البيئية كالغذاء وتلوث الهواء تساهم مع استعداد المريض في نشوء حالة الربو.\n\nنتائج مفاجئة وجديدة\nوقد أظهر الباحثون ولأول مرة أن بروتين أي.بي2 (aP2) موجود في الخلايا الظهارية البشرية التي تبطن الشعب الهوائية الموصلة للهواء من القصبة الهوائية إلى الرئتين، وأن إفرازه يزداد بوضوح عندما يتم تحفيز تلك الخلايا بواسطة إنترلوكين-4 وإنترلوكين-13، وهي بروتينات تتحكم بتكون الدم والتفاعل المناعي.\n\nكانت هذه النتيجة غير متوقعة بتاتا حيث إن البروتين الجديد اعتبر سابقا مؤشرا نوعيا دالا على خلايا الدهون. بيد أن الباحثين أظهروا أن فئران المختبر التي تفتقد هذا البروتين انخفضت لديها التهابات المسالك الهوائية بشكل كبير، لدى دراسة نموذج إصابة بالربو.\n\nكما وجد الباحثون أن اختراق الجزيئات المسببة للالتهاب –مثل خلايا الكريات البيضاء والإيوسينوفيل- للمسالك الهوائية يعتمد كثيرا على وظيفة بروتين أي.بي2 في الفئران.\n\nوتؤكد المعطيات أهمية الدهون في الاستجابة أو رد الفعل الالتهابي، وتدعم قناعة جديدة بأن ثمة تداخلا بين القنوات أو المسارب المنظمة للالتهاب والأخرى الحاكمة للأيض (البناء والهدم).\n\nوتقترح الدراسة مدخلا جديدا لعلاج الربو وأمراض التهابات الرئة الأخرى، يتمثل في وقف الوظيفة الفسيولوجية لبروتين أي.بي2.