د.مازن النجار \n\n لايزال علاج إصابات العمود الفقري المفضية إلى الشلل يحير الأطباء المعالجين، لكن تجربة علاجية أجريت في كلية طب جامعة إنديانا ربما تكون وجهت الباحثين نحو الاتجاه الصحيح. ونشرت نتائج الدراسة في عدد هذا الشهر من مجلة \"جراحة الأعصاب–العمود الفقري\" المتخصصة.\n \nزرع الباحثون جهازا تجريبيا في 10 من المرضى المصابين في القدرات الحركية والحسية للعمود الفقري. وتم تصميم الجهاز بحيث يعيد توليد أنسجة العصب، معززا درجة التعافي الوظيفي (حركيا وحسيا). ويقوم الجهاز –وهو منبه كهربائي تذبذبي أو oscillating field stimulator (OFS)– بتوليد حقل كهربائي في منطقة الإصابة.\n \nأظهر جميع المرضى المشاركين في التجربة والذين زرع لهم الجهاز بعض التحسن في وظيفة الإحساس بعد 6 أشهر من التجريب. واستمر 9 منهم في التجربة، وظهر عليهم التحسن كذلك بعد سنة من إجراء الجراحة عليهم. لكن درجة التحسن تفاوتت من مريض إلى آخر.\n \nاستعاد اثنان من المرضى وظائف الأطراف السفلية، ولكن ليس بما يكفي للوقوف بدون مساعدة. كذلك، استعاد مريض آخر قدرته الجنسية. وكان جميع المرضى المشاركين في التجربة تعرضوا لإصابة كاملة في الوظائف الحركية والحسية للعمود الفقري في مدى 18 يوما من إجراء الجراحة. \n \nبالطبع، هذه النتائج الإيجابية ليست نهائية بل تتطلب مزيدا من التجارب والتنقيح لتحقيق أفضل درجة من التعافي. لكن العبرة هنا بفعالية وكفاية هذا المنهج في علاج إصابات العمود الفقري الذي ينطوي على تدخل جراحي في جسم المصاب مرتين وقد بينت النتائج الأولية أنه فعال بما فيه الكفاية.\n \nكان جهاز التنبيه الكهربائي التذبذبي –الذي لا يزيد حجمه على حجم ولاعة السجاير– قد تم تطويره في جامعة بوردو الكائنة في إنديانا، وتم اختباره لأول مرة على 100 من الكلاب المشلولة بسبب إصابات في العمود الفقري. ولكن آفاق علاج الكلاب المشلولة ذات الإصابات الشديدة بقيت محدودة برغم استخدام التقنية الراهنة المتبعة في علاج البشر.\n \nكانت نتائج الدراسات والتجارب التي أجريت على الحيوانات إيجابية ومماثلة لنتائج التجربة التي أجريت على البشر كتعافي القدرة على الإحساس والوظائف المهمة الأخرى. وقد تم إزالة جهاز التنبيه التذبذبي من المرضى جراحيا بعد 15 أسبوعا، واستمر المرضى تحت المتابعة على مدى سنة.\n \nوكانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية وافقت على إجراء تجربة علاجية ثانية على 10 آخرين من مرضى إصابات العمود الفقري الشديدة. وتهدف هذه التجربة التي ستبدأ في المركز الطبي لجامعة إنديانا أوائل العام الحالي إلى استكشاف كفاءة جهاز التنبيه الكهربائي التذبذبي، وقد تؤدي إلى تجربة أوسع لتشمل عينة عشوائية من مرضى إصابات العمود الفقري.