حذر المؤتمر الثالث عشر للجمعية المصرية لآلام الظهر الذي عقد مؤخرا بالأقصر بالاشتراك مع الاتحاد الدولي للأمراض العصبية والتأهيل الحركي , من عدم الاستهانة بآلام العنق والظهر مهما كانت طفيفة, خاصة إذا ارتبطت بألم في الذراعين والرجلين, وضرورة فحصها بالرنين المغناطيسي لتحديد الأسباب الكامنة وراءها بدقة, وذلك لارتباط تلك الآلام في بعض الحالات بأورام الحبل الشوكي بالفقرات العنقية. وأوصي المؤتمر الذي رأسه الدكتور محمد رضا عوض أستاذ العظام والتأهيل بالحرص علي ممارسة الرياضة وأقلها المشي بصورة منتظمة لمدة نصف ساعة في اليوم بمعدل5 مرات أسبوعيا, مؤكدا عدم انحناء الظهر أوالرقبة عند الجلوس إلي المكتب أو استعمال الكمبيوتر وأن يكون الظهر علي استقامته تجنبا لإصابة الفقرات, كما ينبغي المحافظة علي الوزن السليم لأن أي زيادة في منطقة البطن تزيد بشكل مضاعف من الإجهاد الواقع علي منطقة أسفل الظهر, كما أعلن المؤتمر عن برامج جديدة مبشرة لتأهيل مرضي إصابات الرأس والجلطات الدماغية. ففي محاضرة للدكتورة استيفاني كلارك رئيس الاتحاد الدولي أوضحت أن هناك برامج كمبيوتر الآن عن التغلب علي غلق المراكز العليا بالمخ لاستعادة الإحساس بالأطراف والتغلب علي ظاهرة نسيان الحركة التي تبدو كالشلل, وهكذا يستطيع معها المريض تحريك أطرافه بعد إهمالها, كما تحدثت عن برامج تأهيلية لعلاج الخرس الذي يحدث بعد إصابات الدماغ,وأظهرت صور الآشعة تولد مراكز جديدة للوظائف الحسية بمناطق جديدة بالمخ بعد العلاج بدلا من الأماكن المدمرة بسبب الإصابة. وحول تأهيل مرضي الجلطة الدماغية, أكد الدكتور أنور الأتربي أستاذ الأمراض العصبية بطب عين شمس أهمية التنشيط المغناطيسي لتنبيه وتنشيط المخ من الخارج والعلاج بإعادة تعلم أسلوب الحركة الصحيحة للأطراف المشلولة, والتي حققت نتائج هائلة رغم بساطة الأجهزة المستخدمة فيها, خاصة استعادة الخطوات الطبيعية لمرضي الشلل النصفي والسكتة الدماغية, وكذلك استخدام برامج معينة بالكمبيوتر والألعاب المشجعة علي استعادة حركة اليدين, مع الاستعانة بالمرآة العلاجية بغرض تكوين صورة ذهنية عن الحركة السليمة لدي المريض, كما يتم استخدام التنبيه الخارجي للأعصاب المشلولة أثناء النوم بأجهزة صغيرة خاصة لإيقاظ المراكز المعطلة بالمخ لاستعادة وظائفها. ورغم أن آلام الفقرات العنقية تصيب نحو90% من الناس, كما يوضح الدكتور ياسر المليجي أستاذ جراحة العظام بطب قصر العيني فإن ما يحتاج منها للتدخل الجراحي لا يزيد علي5% فقط. وفي هذه الحالات يشكو المريض من آلم بالرقبة أو الكتف والذراع أو كليهما, مع تنميل بالأطراف, وتكون الحالات الشديدة مصحوبة بضعف العضلات أو الأطراف العلوية والسفلية, ولا يجب اللجوء للجراحة إلا عندما يفشل العلاج الدوائي والطبيعي وارتداء الرقبة, ويستثني من ذلك الحالات التي يشكل تأخر الجراحة فيها خطرا علي حياة المريض, مثل ضعف عضلات اليدين أو الرجلين بسبب استمرار الضغط علي النخاع الشوكي أو الأعصاب الطرفية, أو وظائف الإخراج. وتتم جراحة الفقرات العنقية إما بالمنظار أو الميكروسكوب الجراحي, عن طريق استئصال غضروف أو أكثر, أو جسم فقرة أو أكثر مع الغضاريف المصاحبة لها, ثم تركيب أجزاء تعويضية. أما إذا كان المريض يعاني ضيقا بالقناة الشوكية, فتكون الجراحة من الخلف لاستئصال الصفائح العظمية الخلفية. كما حذر الدكتور أسامة الغنام أستاذ جراحة المخ والأعصاب بطب الأزهر من عدم الإهتمام بآلام الرقبة المصاحب بألم في الذراعين والأرجل, حيث وجد بعد الفحص بالرنين المغناطيسي أن حوالي20% من مثل هذه الحالات ترتبط بأورام الحبل الشوكي بالفقرات العنقية, رغم تشخيص حالاتهم من قبل كأمراض نفسية. ورغم ندرة هذه الأورام, إلا أنها قد تمنع المريض من استخدام يديه, وساقيه, ويستطيع الرنين أن يحدد بدقة موضع وحجم ونوع الورم. و يتم استئصاله بنسبة نجاح تصل إلي90% في الأورام الحميدة, و70% في الأورام الخبيثة وذلك بجهاز تفتيت الأورام بالموجات الصوتية والميكروسكوب الجراحي.