د. مازن النجار \n\n في المؤتمر السنوي الثالث والثلاثين للجمعية الأوروبية لعلم الأورام الطبية (ESMO)، الذي عقد مؤخرا بالعاصمة السويدية ستوكهولم، قدم باحثون نتائج دراسة إكلينيكية مخبرية لخيار علاجي جديد يتصدى لمعاودة سرطان المبيض.\n \nيتمثل هذا الخيار العلاجي المستحدث بالجمع بين العقار الجديد ترابكتدين (trabectedin) مع عقار دوكسوروبِسين (doxorubicin) حيث قدّم فوائد إكلينيكية للنساء اللاتي يعاودهن سرطان المبيض.\n \nيلفت الباحثون إلى أن أهمية هذا الجمع بين العقارين ليست في أنه لا يضم أيا من عقاقير البلاتينيوم بل لأنه يتحدى الممارسات الطبية القياسية المستقرة لعلاج النساء اللاتي يعاودهن السرطان بعد ستة أشهر على الأقل من تلقيهن خط العلاج (الكيميائي) الأول لسرطان المبيض.\n \nيقول الباحثون إن هذه التجربة العلاجية، التي كان ثلثا المشاركات فيها من هؤلاء النساء المريضات، تتحدى النموذج العلاجي التقليدي وتشير إلى أن خيارا علاجيا مزدوجا بعقارين لا يحتويان على البلاتينيوم هو أيضا منهج فعّال في هذا الإطار. \n \nمركب كيميائي جديد\nجدير بالذكر أن عقار ترابكتدين يمثل مركبا كيميائيا علاجيا جديدا بالنسبة لدول أميركا الشمالية. وإذا ما أقرته إدارة الغذاء والدواء الأميركية كعلاج لسرطان المبيض، فسيكون خيارا علاجيا جديدا لمعاودة سرطان المبيض.\n \n\"\nمركب ترابكتدين هو نسخة توليفية لمركب كيميائي طبيعي آخر تم استخلاصه لأول مرة من نوافير البحر، أحد الأحياء البحرية\n\"\nمركب ترابكتدين هو نسخة توليفية لمركب كيميائي طبيعي آخر تم استخلاصه لأول مرة من نوافير البحر، أحد الأحياء البحرية، ونال ترخيصا بالتسويق في أوروبا لعلاج المرضى المصابين بحالة متقدمة من أورام الأنسجة اللينة الخبيثة (سركوما).\n \nفي هذه التجربة العلاجية الجديدة، قام فريق بحث دولي بدراسة فعالية ترابكتدين ودوكسوروبسين في علاج 672 حالة لمعاودة سرطان المبيض بعد تلقي المريضات خط العلاج الكيميائي الأول.\n \nتلقى نصف المريضات علاجا مزدوجا من دوكسوروبسين وترابكتدين مرة واحدة كل ثلاثة أسابيع، بينما تلقى النصف الآخر جرعة أكبر من دوكسوروبسين فقط لمرة واحدة كل أربعة أسابيع.\n \nنتائج مشجعة\nوقد جد الباحثون أن متوسط فترة بقاء (حياة) المريضات بدون معاودة المرض -بعد العلاج المزدوج بالعقارين- هو 7.3 أشهر، بينما بلغ ذلك المتوسط لدى المريضات المعالجات بعقار دوكسوروبسين منفردا 5.8 أشهر.\n \nأما المريضات اللاتي عاودهن المرض بعد الخط العلاجي الأول بأكثر من ستة شهور فقد جاء متوسط بقائهن بدون معاودة المرض بعد العلاج المزدوج 9.2 أشهر، مقارنة بمتوسط 7.5 أشهر للمريضات اللاتي عولجن بعقار دوكسوروبسين منفردا.\n \nفي المحصّلة، يبدو عقار ترابكتدين فعالا في علاج سائر المجموعات الفرعية لسرطان المبيض بين المشاركات في التجربة. ولكن شأنه شأن جميع العقاقير الكيميائية الفاعلة يكون أكثر فعالية بين الحالات التي تطول فيها الفترات بين تلقي الخط العلاجي (الكيميائي) الأول وبين معاودة المرض.\n \nيشار إلى أن التجارب العلاجية الإيجابية (الناجحة) لحالات معاودة سرطان المبيض نادرة فعلا، وتؤدي دائما تقريبا إلى نظم علاجية معتمدة جديدة.\n \nهذا الجمع علاجيا بين العقارين سيكون بدون شك موضع تقييم حذر لدى إدارة الغذاء والدواء. وإذا ما اعتمد فسيمنح مريضات سرطان المبيض خيارا علاجيا آخر تشتد إليه الحاجة.