فمنذ سبتمبر 2008، إنهار الطلب العالمي علي الموارد المعدنية وسجلت أسعار البعض منها، كالنحاس والكوبالت، أدني مستوياتها التاريخية. \r\n \r\n وسقطت أسعار النحاس بما يزيد علي 50 في المائة، فيما إنهارت أسعار الكوبالت، الذي يستخدم أساسا في صناعة البطاريات وخلط المعادن، من 52 دولار للرطل الواحد في مارس 2008، إلي مجرد 18 دولارا في نهاية العام الماضي. \r\n \r\n والنتيجة أن أكثر من 75 من شركات مناجم النحاس والكوبالت العاملة في محافظة كاتانغا، إضطرت إلي خفض الإنتاج أو وقفه كلية، ما تسبب في فقدان 300,000 عامل لوظائفهم، ومعاناة 60,000 إضافي من مصاعب جمة جراء خفض الإنتاج وحجم العمل في المناجم. ولا توجد مؤشرات علي إمكان إرتفاع أسعار النحاس والكوبالت في الأسواق العالمية علي المدي القريب. \r\n \r\n يضاف إلي هذا وذاك، فقدان أهالي المناطق المجاورة للمناجم أحد مصادر رزقها الرئيسية. \r\n \r\n هذا وتأتي شركة \"أنفيل ماينينغ\" الأسترالية، التي تعتبر واحدة من كبري شركات إستغلال المناجم في الكونغو الديمقراطية، ضمن الشركات التي أوقفت الإنتاج تماما في كاتانغا. \r\n \r\n وفي ديسمبر 2008، أعلنت الشركة إغلاق منجم ديكولوشي الذي تملكه بنسبة 90 في المائة، حتي إشعار آخر، وبالتالي فصل أو إبطال عقود غالبية العاملين بها وعددهم1,056. وتقول الشركة أنها إتخذت هذا القرار لإدخار حولي مليوني دولار شهريا. \r\n \r\n وقال رئيس الشركة الأسترالية أن \"القرار لم يكن سهلا، بل وهو مؤسف لعمالنا والأهالي المجاورين للمنجم وأصحاب الأسهم... لكنه الخيار الأفضل للمحافظة علي مواردنا النقدية إلي حين تتحسن أحوال السوق\". \r\n \r\n كذلك فقد أوقفت الشركة الأسترالية العمل بمشروع جديد في كانسيفيري ما تضمن فقدان 550 وظيفة. هذا ولقد فقدت العملة المحلية الفرنك، نحو نصف قيمتها من 500 فرنك مقابل الدولار في أكتوبر 2008 إلي 800 في أوائل يناير هذا العام. \r\n \r\n فصرحت ماريكي سلبينتر، الهولندية المقيمة في لوبومباشي، أن إنخفاض قيمة العملة \"قد تسبب في تداعيات جبارة علي أحوال الأهالي المعيشية، فلا يزيد دخل العديد منهم عن 100 دولار في الشهر... فيما إرتفعت أسعار الأغذية والفحم وزيت الطبخ. كما إزداد عدد الشحاذين وأطفال الشوارع مؤخرا\". \r\n \r\n وأكد إيريك مييرت، المسئول عن \"قرية باكانجا\" التي تتولي رعاية أطفال الشوارع أقوال سلبينتر.\"حتي وقت قريب، كنا نعرف كل طفل يعيش في الشارع. أما في الأسابيع الأخيرة، فقد رأينا وجوه جديدة. إنها ظاهرة مرتبطة بلا شك بالوضع الإقتصادي وتوقف العمل في المناجم\". \r\n \r\n وأضاف \"قبل الأزمة، كانت العائلات تناضل من أجل رعاية أطفالها، لكن التطورات الأخيرة أدت إلي تفاقم الأوضاع. والنتيجة، أنهم يرسلون الأطفال إلي الشوارع إما للعمل لمساعدة العائلة، أو البقاء في الشوارع إلي الأبد\". \r\n \r\n هذا وتواصل بعثة الأممالمتحدة في الكونغو الديمقراطية مراقبة الأوضاع الأمنية في كاتانغا. وأكدت في بيان أن \"الأزمة الإقتصادية مثيرة للقلق الشديد، ونعمل غلي مقييم لمشاكل الإجتماعية والأمنية الناتجة عنها\". \r\n \r\n وبدورها تشير السطات ووسائل الإعلام المحلية إلي تزايد تصاعدالأعمال الإجرامية في مدينة لوبومباشي. فصرحت ماري غويغوار تامبيلا، عمدة لوبومباشي، أن هذا التزايد يأتي نتيجة للأزمة المتفشية في كاتانغا. هذا هو ما نفترضه، فقد إزدادات الجرائم إثر إغلاق عدد من شركات المناجم\".(آي بي إس / 2009)