ولماذا يسعى عدد قليل نسبيا من العراقيين، اكبر مجموعة من طالبي اللجوء في الاتحاد الاوروبي، الى طلب اللجوء في بريطانيا التي لها قوات على الارض في العراق-او المانيا التي تتمتع باكبر عدد سكان في اوروبا واقوى اقتصاد فيها او بلدان اخرى في الاتحاد الاوروبي؟ \r\n تقدم قواعد اللجوء في الاتحاد الاوروبي الاجابة: ذلك ان كثيرا من العراقيين يقدمون طلبات لجوئهم في اليونان لانه ليس امامهم خيار اخر. فبسبب موقعها فان اليونان هي نقطة الدخول الاكثر تفضيلا للاتحاد الاوروبي امام العراقيين. ونظام الاتحاد الاوروبي المعرفة بدبلن 2 يقضي بأن يتم النظر في الطلبات في الغالب في اول دولة في الاتحاد الاوروبي يدخلها الشخص. \r\n أبلغني كردي عراقي من كركوك عن مأزقه بقوله\" كنت اريد الذهاب الى بلد آخر سعيا الى الحصول على اللجوء، غير ان صديقا ابلغني انه بسبب انهم سوف يأخذون بصماتي، فانهم يمكن ان يعيدونني ثانية الى اثينا. وانا الان هنا منذ شهر بدون وثائق. وانا الان في مأزق, حيث لا استطيع الخروج ولا استطيع البقاء. وانا ارغب في العودة لكن كيف السبيل؟ حقيقة اني قد اقتل اذا رجعت. لكنهم يعاملونك معاملة الكلب هنا. وليس معي شيء وليس لي اي حقوق ولا اصدقاء.\" \r\n يعجز نظام دبلن عن النظر في المصلحة المشروعة التي تكون لطالبي اللجوء في اختيار اين يقدمون طلباتهم ويلقي بتبعة التعاطي مع الطلبات بشكل غير عادل على الدول التي تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي. \r\n سافرت لتقصي تحمل تبعة اللاجئ العراقي في اوروبا، وكانت كل من السويد واليونان تردان بطرق سيئة الحظ تماما كما كان متوقعا لها. فقد باتت السويد اقل سخاء في منح اللجوء. وبحلول الفصل الاول من عام 2008، كانت قد وافقت على 25% من الطلبات. النتيجة؟ انخفاض عدد المتقدمين بطلبات للجوء في السويد بمقدار النصف في النصف الاول من عام 2008. \r\n اتخذت اليونان مقاربة تم توثيقها في تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش المقرر نشره خلال ايام عن المداهمات المنتظمة واعتقال المهاجرين في احوال قذرة ومكتظة في المنطقة الحدودية مع تركيا وطردهم عنوة وسرا الى تركيا. ويدفع مسئولو خفر السواحل المهاجرين من المياه الاقليمية اليونانية واحيانا يخرقون قواربهم القابلة للنفخ او يشلون عمل سفنهم. وبالنسبة لاولئك الذين ينجحون في الحصول على موضع قدم في اليونان، تمنع السلطات وصولهم الى اجراءات طلب الحصول على اللجوء وترفض تقريبا كل طلبات اللجوء. \r\n يذكر تركماني عراقي عمره 34 سنة من كركوك انه قام ب10 محاولات عبور من اجل دخول اليونان قبل ان ينجح في ذلك ليقدم نموذجا نمطيا ضمن العشرات من المقابلات التي جمعتها هيومان رايتس ووتش\" مرة عبرت النهر الى اليونان ووصلت كوموتيني. وضعونا في سجن لمدة خمسة ايام ثم اخذونا الى النهر واعادونا فيه ثانية. كنا 60 شخصا. وضعونا في قارب نهري صغير بمحرك في جماعات من 10 افراد. وقاموا بذلك في منتصف الليل. وكانت الامطار تنهمر بشدة وبدات الشرطة اليونانية في ضربنا لتجعلنا نتحرك بسرعة اكبر. رأيت رجلا حاول رفض ركوب القارب وهم يضربونه ويلقون به في النهر. وقد ضربونا بهراوات الشرطة لحملنا على ركوب القارب.\" \r\n وعلى نفس الشاكلة فان سلطات الحدود التركية تتعسف مع المهاجرين وهي تعتقل الذين اعادتهم اليونان عنوة في احوال بالغة السوء. وليس لهؤلاء المهاجرين اي فرصة حقيقية للسعي الى الحصول على اللجوء في تركيا وغالبا ما يتم اعتقالهم لاجل غير مسمى. وتستمر تركيا في اعادة العراقيين الى العراق بدون ان تعطيهم فرصة حقيقية للسعي الى الحصول على حماية. \r\n وكما تحض المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، يجب على بلدان الاتحاد الاوروبي تعليق ترحيل طالبي اللجوء ثانية الى اليونان وفحص طلباتهم بنفسها. وعليها ان تستأنف عمليات الترحيل هذه فقط عندما تلبي اليونان معايير الاتحاد الاوروبي المتعلقة بالاعتقال وتصرفات الشرطة ومدخل اللجوء وعندما تتوقف اليونان عن الاعادة القسرية للاشخاص الذي يمكن ان يواجهوا معاملة غير انسانية ومهينة في تركيا او مقاضاة في بلدانهم الاصلية. \r\n لعله من شأن مقاربة اكثر عدالة وافضل ادارة من قبل الاتحاد الاوروبي ان تقلص التبعة عن السويد واليونان وتحمي اللاجئين العراقيين بشكل افضل. بيد ان حالات فشل الاتحاد الاوروبي في تقاسم تبعة عادلة لا تعفي اليونان من مسئوليتها في معاملة الاشخاص بشكل انساني وواجبها بعدم اعادة اللاجئين والساعين للحصول على اللجوء الى خطر التعامل المهين او المقاضاة او ما هو اسوأ من ذلك. \r\n \r\n بيل فريليك \r\n مدير سياسة اللاجئين في منظمة هيومان رايتس ووتش. خدمة انترناشيونال هيرالد تريبيون - نيويورك تايمز خاص ب(الوطن). \r\n