حيث أكد السفير إمكانية انضمام أوكرانيا في عام 2009 إلى خطة العمل الخاصة بالحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي بشرط تحقيق الاستقرار السياسي في هذا البلد، مشيراً إلى إنه سيكون من الصعب على حلف الناتو اتخاذ قرار في ديسمبر بشأن ضم أوكرانيا إلى خطة العمل نظرا لعدم الاستقرار السياسي الذي يعد أحد الشروط الأساسية في هذا المجال. \r\n \r\n \r\n تصريحات السفير الأميركي، والتي تأتى عقب تأكيدات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في بداية الخريف الماضي على ضرورة الإسراع بضم أوكرانيا لعضوية الناتو، والتي أعلن عقبها السكرتير العام للناتو ياب دي هوب شيفير بأن أوكرانيا وجورجيا ستحصلان على عضوية الناتو، وسيقوم وزراء دفاع الدول الأعضاء باتخاذ قرار في هذه القضية في ديسمبر 2008. \r\n \r\n \r\n من المعروف أن عددا من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي مازالت تعارض انضمام أوكرانيا إلى الناتو، في إطار مساعيها لإقامة علاقات طبيعية مع روسيا، التي تعارض بشدة توسع الناتو، وضم أوكرانيا وجورجيا إلى عضوية الحلف، وتعتبر هذه الخطوة تهديدا مباشرا لأمنها القومي. \r\n \r\n \r\n ويبدو أن انتصار الديمقراطيين الساحق في انتخابات الرئاسة الأميركية، وسيطرتهم على أغلبية مقاعد برلمان، ستمكنهم من إعادة صياغة محاور سياسات البيت الأبيض الداخلية والخارجية، ما يعني أن توجهات واشنطن خلال المرحلة القادمة، وفى ظل الأزمة المالية، ستغيب عنها نبرة التحدي والمواجهة، وستسيطر عليها نزعات التعاون والتقارب وفق المعايير الأميركية. \r\n \r\n \r\n ومن المتوقع أن يبدأ الرئيس الجديد باراك أوباما فترة رئاسته الأولى بإصلاح علاقات الولاياتالمتحدة الدولية، وقد أعلن الرئيس الأميركي الجديد انه ينوى تطوير التعاون مع روسيا، واتخاذ خطوات فعلية في خفض الترسانتين النوويتين الأميركية والروسية، ورفع الصواريخ النووية من حالة التأهب القتالي، وتنظيم قمة لزعماء دول العالم في عام 2009 حول سبل التصدي لتهديدات الإرهاب النووي. \r\n \r\n \r\n ويسود اعتقاد في العالم الغربي أن السياسة الخارجية التي سينتهجها الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما بعد تسلمه مقاليد الحكم الرئاسي في الولاياتالمتحدة ستوجه نحو التقارب مع روسيا. ولعل هذا الأمر ما دفع العديد من المحللين عن موقف الإدارة الأميركية الجديدة من انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو؟ \r\n \r\n \r\n ومن غير المستبعد أن تتريث الإدارة الجديدة في البت في ملف عضوية أوكرانيا إلى عضوية حلف شمال الأطلسي، إلا انه هذا لا يعنى أنها ستجمد هذا الملف، وإنما ستتراجع أهميته في جدول أولويات السياسة الأميركية، بعد أن سيطر الجناح الداعي لتهدئة التوتر الدولي. \r\n \r\n \r\n والذي يدعو لإرساء آليات جديدة لتحمي المجتمع الدولي من التوتر والصدامات المسلحة، وتضم مصالح كافة الأطراف. إلا أن هذا الوضع لا يعني أن واشنطن ستتخلى عن دعمها لانضمام أوكرانيا إلى الناتو، ولم يمنعها ذلك من تواجد في مناطق قريبة من روسيا ووسط آسيا، ويمكنها من السيطرة على طرق نقل الطاقة إلى أوروبا. \r\n \r\n \r\n ومع ذلك يبقى عامل حسم هذه القضية بيد الناخب الأوكراني، الذي بات واضحاً بالنسبة له ماذا يعنى تأييد الرئيس الحالي يوشينكو، وماذا يعني التصويت لصالح تغيير السلطة. \r\n \r\n \r\n مما لاشك فيه أن انتخابات الرئاسة الأوكرانية، والتي ستكون المنافسة فيها بين زعيم حزب (الأقاليم) فيكتور يانيكوفيتش، ورئيسة الحكومة يوليا تيموشينكو، وكلاهما يرى أن الانضمام إلى حلف الناتو لا يمكن أن يتم إلا عبر استفتاء شعبي، بل إن كلا المرشحين حذرا أكثر من مرة حدوث انشقاق في المجتمع بسبب مشكلة الناتو. \r\n \r\n \r\n ويبدو أن حسم ملف عضوية الناتو سيكون مرتبطا بانتخابات الرئاسة الأوكرانية، ولن يتأثر كثيرا بالتعديلات التي قد تطرأ على الموقف الأميركي، لأن واشنطن لن تضحي بخططها التوسعية لإرضاء روسيا. \r\n \r\n \r\n ladi1949@mail. ru \r\n \r\n \r\n كاتب ومحلل سياسي أوكراني \r\n \r\n