وذلك بعد أن طالبت قيرغيزيا بزيادة إيجار القاعدة السنوي «مائة مرة» من مليونين ونصف سنويا إلى مائتين وخمسمائة مليون، باعتبار أن الإيجار السابق كان رمزيا في إطار الحملة الدولية على الإرهاب، أما الآن فإن الأمور تغيرت، والعلاقات بين قيرغيزيا وواشنطن تغيرت بعد عزل الرئيس السابق عسكر أكاييف حليف واشنطن وتولي الرئيس الجديد كرمان باكييف الحكم عام 2005. \r\n \r\n \r\n حيث أصبح النظام الجديد مواليا بشكل ملحوظ لموسكو وينشط في إطار منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها روسيا والصين، وهي المنظمة التي سبق أن اتخذت قرارا في قمتها عام 2005 بطرد القواعد العسكرية الأميركية من وسط آسيا، وكذلك قواعد حلف الناتو، وذلك بسبب اتهامها لهذه القواعد بإثارة القلاقل والاضطرابات في دول المنطقة. \r\n \r\n \r\n على ما يبدو فإن خريف عام 2008 سيكون حارا بالنسبة للعاصمة القيرغيزية بشكيك وذلك ليس بحسب توقعات الأرصاد الجوية القرغيزية بل لأنه في 10 أكتوبر ستعقد في العاصمة القرغيزية قمة بلدان رابطة الدول المستقلة. وقبل ذلك بيوم سيقوم الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف بزيارة رسمية إلى بشكيك. \r\n \r\n \r\n وتحتل قيرغيزيا من بين شركاء روسيا في آسيا الوسطى مكانة خاصة: فهنا وعلى مسافة 25 كلم عن بعضهما البعض تتركز قاعدتان عسكريتان - إحداهما (ماناس) للناتو وثانيتهما (قانت) لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي والتي تشغلها قوات روسية في الأساس. \r\n \r\n \r\n عملية الناتو «الحرية المستديمة» في أفغانستان لم تتكلل بنجاح حتى الآن، وقاعدة حلف الناتو في ماناس تحوم حولها الشبهات، فإلى جانب مهمتها الأساسية التي تكمن في تزويد القوات الأميركية في أفغانستان بالوقود والمؤن كانت قاعدة ماناس تقوم بمهمة استطلاعية. فبالإضافة إلى دول آسيا الوسطى كانت الصين «موضع اهتمام الناتو الأساسي». \r\n \r\n \r\n وكان الرئيس القرغيزي السابق عسكر أكاييف في وقته قد وقف ضد مساعي الولاياتالمتحدة الرامية إلى نشر طائرات «اواكس» القادرة على القيام بالتجسس الالكتروني عن بعد داخل أراضي الصين في قاعدة «ماناس» الجوية. ومن غير المستبعد أن يكون رفض أكاييف لهذا المطلب شكل سببا مباشرا لسقوط نظامه بأيدي المعارضة المدعومة من واشنطن في عام 2005. \r\n \r\n \r\n أما فيما يتعلق بالرئيس القرغيزي الحالي كرمان بك باقييف فهو اعتمد لعبة التوازنات ويستمر فيها. ومع أن باقييف يعلن روسيا بصوت عال «شريكا استراتيجيا» فهو لا يزال يمارس مناوراته الدبلوماسية بين موسكووواشنطن وبكين. \r\n \r\n \r\n في فبراير الماضي قال باقييف «سنطرح مسألة إخراج القاعدة العسكرية الأميركية بكل تأكيد». لكن حين أعلنت الولاياتالمتحدة في صيف 2008 عن استعدادها لاستثمار 150 مليون دولار في «تنمية قرغيزيا» خفتت تصريحات باقييف. والطريف في الأمر أن عُشر هذا المبلغ فقط سيدخل ميزانية البلاد بينما سيوجه الباقي لتمويل منظمات غير حكومية (يتجاوز عددها 10000!) وكذلك وسائل إعلام تقف مواقف المعاداة لروسيا بكل جلاء. \r\n \r\n \r\n وقد افتتحت تحت لافتة مركز بشكيك لدعم وسائل الإعلام مطبعة أميركية، ويضم مجلس المراقبة على نشاط هذا المركز - من بين شخصيات أخرى - المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية جون ماكين! ويرى محللون محليون أن ملايين الدولارات التي تنهمر على الجمهورية «لدعم التنمية» قد تستخدم ضد القيادة الحالية للجمهورية في نهاية المطاف. \r\n \r\n \r\n الأهم ما يكبح السلطات القرغيزية في علاقاتها مع الولاياتالمتحدة هو ديون البلد الخارجية التي بلغت 2ر2 مليار دولار ومع ذلك لا يحل التعاون مع الولاياتالمتحدة كل مشاكل الجمهورية. ولذا فإن الكعكة الأميركية على هيئة قرض ب150 مليون دولار يخبو بريقها أمام فرصة بقاء قرغيزيا مع روسيا. \r\n \r\n \r\n كاتب ومحلل سياسي أوكراني \r\n \r\n \r\n