بصفته رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ فإن بايدن ضليع في المناظرات السياسية والرحلات الراقصة. غير ان سجله فيما يتعلق بالجمهورية الاسلامية في ايران - ربما تكون التهديد الرئيسي للامن القومي الذي يواجه الرئيس المقبل - يظهر قصر نظر كبير. حيث انه باتباع بايدن سياسة التقارب غير المثمرة مع ايران منذ اكثر من عقد من الزمن جعل ذلك من السهل على طهران الاستمرار في برنامجها النووي في الوقت الذي ادى استبداد المذهبية الحزبية بشأن خنق وعرقلة ادارة بوش الى ان يعارض فرض عقوبات صارمة على المتشددين في الحرس الثوري الايراني. \r\n قبل 11 سنة مضت وفي أغسطس 1997 اقترح الرئيس الايراني محمد خاتمي حوار الحضارات. وامتدح العالم ذلك. وكان بايدن رأس حربة في المسعى الى التقارب. على سبيل المثال في سبتمبر 1998 ابلغ بايدن وزير الخارجية التشيكية ان وقف البث الاذاعي المعادي لايران يمكن ان يشجع الحوار بشكل افضل. ولم يمض وقت طويل على اعلان الرئيس بوش ايران جزءا من \"محور الشر\"،الا وتصدر بايدن عنواين الاخبار في مارس 2002، وذلك بحضوره حفل عشاء في المركز الاميركي الايراني وهو منظمة كانت تشترك فيها في ذلك الوقت 10 شركات نفط وكرست جهودها لانهاء العقوبات على ايران. في الحفل (الذي وافق فيه بايدن ايضا على تغيير النظام في العراق)، تحدث عن الانقسام بين المتشددين والاصلاحيين الذين يقودهم خاتمي. وبغية تشجيع الاصلاح دعا النواب المنتخبين في ايران الى لقاء اعضاء من الكونجرس الاميركي. واشار بايدن ان ذلك يمكن الا يكون اول لقاء له مع نواب ايرانيين. \r\n بعد سنوات قليلة من ذلك غادر خاتمي السلطة في 2005 بدون تحقيق اصلاح جوهري. وفيما بين عامي 2000 الى 2005 وفي محاولة للتقارب مع ايران تضاعفت تجارة الاتحاد الاوروبي مع ذلك البلد ثلاثة اضعاف تقريبا. ومع ذلك وبعيد عن تحمل مسئولية وضعهم كمعتدلين خصص النواب المنتخبون في ايران ما يقرب من 70% من عائدات العملة الصعبة الى البرامج العسكرية والنووية. واكد تقرير المخابرات الوطنية في الولاياتالمتحدة في نوفمبر 2007 ثمار هذا الاستثمار عندما وجد ان ايران كان لديها برنامج اسلحة نووية حتى عام 2003. وعلى الرغم من ان تبني بايدن لسياسة التقارب مع ايران تزامن مع عمل رؤوس حربية نووية ايرانية، الا انه لم يعترف باي خطأ. وابلغ المراسلين في 4 ديسمبر الماضي ان الادارة الاميركية شوهت تقرير المخابرات في محاولة منها لشن حرب على ايران واعلن في نفس اليوم\"لايمكنك ان تثق بهذا الرئيس.\" \r\n ولم يمر هذا الرأي المفتقد للصواب مر الكرام على القادة الايرانيين. بل في الواقع فان احد المساعدين الكبار لخاتمي اوضح انهم يعولون على هذا الرأي. في لقاء عام مع صحفيين ومستشارين سياسيين في 14 يونيو الماضي ، قال المتحدث باسم خاتمي سابقا عبد الله رمضان زاده \" لدينا سياسة علنية وهي عبارة عن التفاوض وبناء الثقة وسياسة سرية وهي الاستمرار في الانشطة.\" ونصح الرئيس محمود احمدي نجاد بتخفيف حدة تحديه مشيرا انه\"خلال مفاوضاتنا وطالما اننا غير خاضعين لعقوبات، نستطيع ان نستورد التقنية. ويجب علينا ان نتفاوض لاطول وقت ممكن ونستفيد من جو المفاوضات الى المدى الذي نستطيع فيه ان نستورد كل التقنية المطلوبة.\" \r\n بوش عنصر مستفذ لكن اغلب اعضاء مجلس الشيوخ يدركون ان الحزبية لا يجب ابدا ان تكون على حساب الامن القومي. في مطلع عام 2007، برز دليل ان فرقة من الحرس الثوري الايراني كانت تخطط للقيام بأنشطة ارهابية في العراق. ووجد تقرير المخابرات الوطنية في أغسطس 2007 ان ايران تكثف مظاهر دعمها الفتاك بمجموعات مختارة من الجماعات الشيعية المسلحة في العراق وان الهجمات بالاسلحة المضادة للدروع قد تزايدت بشكل مذهل. وفي الشهر التالي نظر مجلس الشيوخ في تعديل غير حزبي بتصنيف فرقة الحرس الثوري بوصفها منظمة ارهابية بوصف ذلك خطوة مهمة صوب تجريدها من الاموال والتمويل. وكان بايدن واحدا من 22 عضو مجلس شيوخ فقط الذين اعترضوا على ذلك. وقال\" صوتت ضد التعديل على تصنيف الحرس الثوري الايراني بوصفه منظمة ارهابية لانني لا اثق في هذه الادارة\". عدم الثقة في الرئيس الاميركي هو من طبيعة السياسة لكن التشكيك فيما يتعلق بالحكام المستبدين الاجانب وعملائهم هو الجزء الاهم في هذا الرأي. \r\n المهم هو ان اللعب السياسية لبايدن قد جعلت منه عضو مجلس الشيوخ المفضل لدى طهران، حيث في الوقت الذي كان فيه الجنرال ديفيد باتريوس يناضل من اجل توحيد العراقيين عرقيا ومذهبيا، بنت محطة بريس الايرانية على خطة بايدن بتقسيم العراق واوردت تصريحاته بالعنوان التالي\" الولاياتالمتحدة تخطط لتقسيم العراق. وقد جرأت تصريحات بايدن بشأن فشل السياسة الاميركية المتشددين الايرانيين على تحدي الدبلوماسية، حتى انه في 7 ديسمبر 2007 وفي خطبة رسمية قال اية الله محمد كاشاني، متحدثا نيابة عن القائد الاعلى للثورة الايرانية،\" يذكر بايدن وهو محق ان اسرائيل لا يمكنها القضاء على حزب الله في لبنان، اذا كيف يمكن ان تصمد اميركا في مواجهة مباشرة امام دولة من 70 مليونا؟ ويرجع الفضل في ذلك الى حراس الثورة الاسلامية الذين يزرعون مثل هذه الافكار في قلوب اعضاء مجلس الشيوخ الاميركيين ويجبرونهم على الادلاء بهذه الاعترافات.\"ورد الحضور على هذا الكلام بالهتاف\" الموت لاميركا.\" \r\n ختار اوباما بايدن لخبرته لكن عليه ايضا ان يفكر في هذا القرار. فعندما يتعلق الامر بايران فان بايدن يمكن ان يحمل الحكام المستبدين على الاذعان لكن بعيدا كل البعد عن الايرانيين. \r\n \r\n مايكل روبين \r\n استاذ في معهد المشروع الاميركي ومحاضر بارز في كلية ما بعد التخرج البحري. خدمة لوس انجلوس تايمز-واشنطن بوست خاص ب(الوطن). \r\n