فقد اقتصرت حكومة بلغراد علي بيان موجز بعد لقاء بين رئيس الوزراء ميركو شفيتكوفيتش، والسفير الروسي اليكسندر كونوزين، جاء فيه أن \"صربيا تشعر بالقلق حيال الأزمة الإنسانية في أوسيتيا الجنوبية\". ثم حث علي إنهاء النزاع بالوسائل الدبلوماسية. \r\n \r\n فشرح المحلل السياسي سيسكا ستانويلوفيتش ل \"آي بي اس\"، أن \"السبب وراء بطء رد الفعل (الصربي) بسيط، فهي ليست متأكدة كيف يجب أن تنظر لنفسها: هل هي روسيا .. أم جورجيا .. أم أوسيتيا الجنوبية؟\"، إذا ما جازت المقارنة مع كوسوفو\". \r\n \r\n فقد أعلنت محافظة كوسوفو الصربية استقلالها في فبراير، بدعم الولاياتالمتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي، وسط تشديد بلغراد علي عدم قانونية هذا الإعلان لما يعنيه من إلغاء سيادتها علي 15 في المائة من أراضيها، وهي مساحة المحافظة المنفصلة. وقدمت موسكو الدعم لصربيا في الأممالمتحدة. \r\n \r\n وأرادت أوسيتيا الجنوبية الانفصال عن جورجيا علي غرار استقلال كوسوفو عن صربيا. ويذكر أنه بلغراد كانت قد عملت في 1998 و1999 في عهد سلوبودان ميلوسوفيتش، علي التحكم في كوسوفو بالقوة، علي الرغم من رغبة مواطنيها من الأصل الألباني في الاستقلال. \r\n \r\n وعن إمكان المقارنة بين الحالتين، صرح غوران سفيلانوفيتش، أول وزير خارجية لصربيا بعد عهد ميلوسوفيتش، أن وجه التشابه بينهما ربما يكمن في عدم جدوى سعي جورجيا علي الحفاظ علي أوسيتيا الجنوبية بالقوة، كما كان الحال بالنسبة لمحاولات ميلوسوفيتش الإبقاء علي كوسوفو بالقوة. \r\n \r\n فقد تدخلت روسيا نيابة عن أوسيتيا الجنوبية وضد جورجيا. وفي 1999، تدخلت منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) نيابة عن ألبان كوسوفو ضد صربيا، التي قصفوها لمدة 11 أسبوعا، لتفادي \"كارثة إنسانية\". \r\n \r\n كما تحدث القادة الروس عن أعمال جورجيا ضد أوسيتيا الجنوبية باعتبارها \"عدوانا\"، وعملية \"إفناء\" أو \"تطهير عرقي\" ضد الأهالي المحليين. \r\n \r\n فقال وزير الخارجية السابق سفيلانوفيتش أن \"مثل هذه التعبيرات زادت من حالة الاضطراب في صربيا\". \r\n \r\n هذا وذكرت صحيفة داناس اليومية أن \"اتخذا قرارا حول ما يجب قوله بشأن روسيا وجورجيا وأوسيتيا الجنوبية، أمرا معقد جدا بالنسبة لحكومة بلغراد \"فقد أعجب عامة الناس باستعراض القوة الروسي. لكن هذا وضع صعب، فمساندتك روسيا، تنتهك مبدأ وحدة أراضي جورجيا\". \r\n \r\n أما كوسوفو، فلا يري الساسة والمحللون هناك، أوجه شبه مع أوسيتيا الجنوبية. \r\n \r\n فقد صرح رئيس كوسوفو فاتيمر سيديو لتليفزيون برشتينا \"كوسوفو حالة فريدة من نوعها، ولا يمكن مقارنتها بأي حالة في العالم... فقد تم حل وضعها بفضل وساطة دولية\". \r\n \r\n وبدوره قال الير دوغولي من معد كوسوفو لبحوث السياسة والتنمية، لنفس القناة التليفزيونية أن \"أي مقارنة بين كوسوفو وأوسيتيا الجنوبية هي مقارنة زائفة. كوسوفو كانت تحت الانتداب الدولي لثمان سنوات، بوضع مفتوح (معلق) توجب حله. ليست هذه هي حالة أوسيتيا الجنوبية\".(آي بي إس / 2008)