\r\n وأعلنت السفارة الامريكية في بشكيك فورا ان العسكريين جاءوا الى قيرغيزيا بدعوة من حكومة البلاد بهدف اجراء تدريبات لمكافحة الارهاب من اجل وزارات قيرغيزية. بيد ان غالبية الوزارات نفت النبأ حول التحضير لاجراء تدريبات لمكافحة الارهاب. \r\n \r\n وبعدج مضي يومين فقط اعترفت الحكومة القيرغيزية بأن مجموعة الخبراء الامريكيين جاءت الى بشكيك لتنفيذ عملية تدريبية لتقوية امكانيات البلاد في مجال مكافحة الارهاب. ولهذا يجب ان تبقى الاسلحة في قيرغيزيا. \r\n \r\n وفي وقت لاحق نشرت احدى الصحف خبرا جاء فيه انه كان من المقرر اجراء هذه التدريبات في بشكيك للمرة الثالثة, وذلك منذ عام .2003 كما أشير الى ان التدريبات جرت في المرتين الماضيتين في جو من السرية التامة وفقا لطابع عمل اجهزة الامن والمخابرات. \r\n \r\n لكن تبقى بلا جواب اسئلة كثيرة. وعلى سبيل المثال ما حاجة اجهزة الامن والمخابرات القيرغيزية الى الاسلحة الامريكية? ام انها بدأت بأعادة تسليح نفسها بهدف الانتقال لاحقا الى معايير سلاح الناتو. او يطرح السؤال: لماذا يجري التعاون مع الامريكيين في مجال تعزيز قدرات البلاد في مجال مكافحة الارهاب بصورة سرية? فهل يعني ذلك ان القيادة السياسية والعسكرية للبلاد تفضل التعاون مع الامريكيين ولا التعاون في اطار منظمة معاهدة الامن الجماعي ومنظمة شنغهاي للتعاون? \r\n \r\n كما تبعث على شيء من الريبة السرية التي تم بها تسليم السلاح الى الجانب القيرغيزي. فالامريكيون يقومون عادة بدعاية واسعة ل \"مساعداتهم\". وفي الختام يطرح نفسه السؤال التالي: هل يعني ان السلاح الذي عثر عليه لا علاقة له بتعزيز امكانيات قيرغيزيا في مجال مكافحة الارهاب. واذا ما كان الامر كذلك فلماذا تقوم حكومة هذه البلاد بتضليل الحلفاء في معاهدة الامن الجماعي ومنظمة شنغهاي للتعاون? \r\n \r\n ان الوضع المتعلق بالعثور على مستودع السلاح الامريكي يتخذ منحى آخر في ضوء الاحداث في اوسيتيا الجنوبية. فأن دعم الولاياتالمتحدة لأفعال القيادة الجورجية ومشاركة الخبراء العسكريين الامريكيين في العمليات القتالية لإبادة الشعب في اوسيتيا الجنوبية يدل على ان واشنطن تهتم جدا باستثارة النزاعات على امتداد حدود روسيا. ولا يستثنى احتمال اعداد سيناريو مماثل من اجل قيرغيزيا ايضا. \r\n \r\n ويتكهن الخبراء بأن تحدث هناك في الخريف افعال احتجاج جماهيرية, ترتبط بارتفاع اسعار المواد الغذائية وانقطاع التيار الكهربائي باستمرار وغير ذلك من العوامل. \r\n \r\n وفي هذا الخصوص ينبغي التذكير بأنه استخدمت اسلحة غير مرخص بها في اثناء الاحداث المأساوية في جنوب قيرغيزيا في عام 2002 حين اطلقت النيران على الناس. \r\n \r\n علاوة على ذلك قد يستغل الاسلاميون المتشددون الوضع الاستثنائي. وفي هذا الوضع لن تخفى ترسانة السلاح الامريكية لفترة طويلة. وهذا محتمل جدا اذا أخذنا بعين الاعتبار تورط الولاياتالمتحدة في احداث انديجان في اوزبكستان. وقد نشرت الاجهزة الامنية الاوزبكية منذ فترة قريبة مواد التحقيق التي تظهر ان الولاياتالمتحدة بالذات ساعدت في تدريب المشاركين النشيطين في افعال الشغب. ويلفت الانتباه بأنه نشط كثيرا في الفترة الاخيرة الانفصاليون الاويغور في منطقة شينتزيانغ - الاويغورية ذاتية الحكم المحاذية لقيرغيزيا. وحسب معطيات بعض الوكالات فان اجهزة الامن القت القبض في الجزء الشمالي من الاقليم المذكور على الحدود مع اوزبكستان على افراد 12 خلية ارهابية تتلقى التمويل من الخارج وتوجهها حركة \"تركستان الشرقية\" و\"حزب التحرير\". وحسب معطيات المصادر الصينية فأن الاسلحة التي صودرت من الارهابيين امريكية الصنع. \r\n \r\n لكن اعتمادا على افعال السلطات القيرغيزية فأنه لم يتم تحليل ومناقشة هذه الاحداث والوقائع. كما يثير العجب ان الاحداث في اوسيتيا الجنوبية لم تلق التقديرات الرسمية في قيرغيزيا. وليس في قيرغيزيا فقط بل وفي جميع الدول الاعضاء في منظمة معاهدة الامن الجماعي ومنظمة شنغهاي للتعاون. ويتولد انطباع بان حكوماتها تتريث وتنتظر لمعرفة من سيكون الاقوى من اجل ابداء الدعم له. \r\n \r\n واليوم, واذا اخذنا بنظر الاعتبار الخطر البالغ للوضع فقد نضجت الضرورة الملحة لتغيير اسلوب التعامل بين الدول الاعضاء في هاتين المنظمتين وجعل هذه العلاقات تتجاوب مع متطلباتهما. \r\n \r\n واظن ان هناك ضرورة كبيرة لعدم التدخل في نشاط الدول غير الصديقة الاعضاء في المنظمتين. وقد يتطلب الامر اعادة النظر وتصحيح العلاقات بين اعضاء منظمة معاهدة الامن الجماعي ومنظمة شنغهاي للتعاون مع الناتو في اطار برنامج الشراكة من اجل السلام. \r\n