عمل وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفيلد وفريق الدعاية العامل معه على مغازلة حوالي 75 ضابطا عسكريا متقاعدا توسم فيهم البنتاغون القدرة والاخلاص والولاء من اجل تسويق وجهة نظره واعطاء وصف وردي للاتجاه الذي ستسير فيه الامور خلال عملية الغزو سواء من ناحية التكاليف البشرية او المادية ومن خلال القدرة على تحقيق النصر السريع وبأقل عدد ممكن من القوات حسب النظريات التي خرج بها رامسفيلد. جميع الإدارات الأميركية المتعاقبة حاولت جلب وسائل الإعلام لصالحها أو حتى التلاعب بها خاصة وسائل الإعلام العاملة في مجال الأخبار. الإدارة الأميركية الحالية انحدرت في هذا المجال الى مستويات لم يسبق لها مثيل، لقد وظفت إدارة بوش ممثلين طلب منهم لعب دور صحفيين وانتجت نشرات اخبار وهمية من أجل تسويق رؤيتها المتعلقة بحرب العراق. \r\n \r\n وقد دفع مبلغ 240 ألف دولار لمعلق واحد على الأقل من المعقلين المحافظين من أجل الظهور في التليفزيون والترويج لسياسات بوش في مجال التعليم. \r\n \r\n الآن وبناء على آلاف الرسائل الالكترونية التي تلقاها ديفيد بارسيتو من صحيفة «نيويورك تايمز» كشف هذا الصحفي كيف استخدم البنتاغون الضباط العسكريين السابقين كحصان طروادة من أجل تمرير رسائل ايجابية تبيع الوهم وتزينه. \r\n \r\n لا يزال فريق الأمن القومي لبوش والكثير من الضباط في البنتاغون مستمرين في أداء هذه الأدوار المأساوية والمضحكة في نفس الوقت والتي لا تقدم للمواطن الأميركي سوى تغطية سلبية ما أدى الى كشف المستور وتقويض دعم الرأي العام للحرب. \r\n \r\n لقد لعب هذا الدور خلال حرب فيتنام، وها هي الإدارة الحالية تعيد لعبه ولكن في حرب العراق. الحملة الإعلامية القوية التي تشنها الإدارة الأميركية حرصت على تزيين الجنرالات المتقاعدين وكسب ولائهم والعمل على منعهم من ان يكونوا أصواتا مستقلة تقدم التقييم الواقعي والحقيقة لما يجري على ارض العراق من مآس طالت جنودنا وأفراد الشعب العراقي. \r\n \r\n الكثير من الجنرالات الذين يطلون علينا عبر وسائل الإعلام المختلفة ليسوا مستقلين على الاطلاق فعلى سبيل المثال طلب عقيد متعاقد يعمل محللا في أخبار فوكس من البنتاغون ما يلي: «الرجاء تزويدي بأي نقاط معينة ترغبون في إثارتها أو نقاط محددة أخرى لا تريدون التعرض لها». \r\n \r\n الأسوأ من ذلك ان الكثير من المحللين يرتبطون بعلاقات تجارية مع البنتاغون وهم راغبون للغاية في المحافظة عليها. وقد اعترف أحد كبار المسؤولين في البنتاغون ان المصالح التجارية هي عنصر نشط ضمن المعادلة. \r\n \r\n بعض الضباط العسكريين السابقين اعربوا عن شكوكهم تجاه الحرب في مجالسهم الخاصة، وبعضهم وصلت به الجرأة للإعلان عن رأيه على رؤوس الأشهاد مما دفع البنتاغون لمعاقبتهم. وذكر أحد الضباط السابقين انه انهيت خدماته بعد ان ذكر في قناة فوكس للأخبار ان طريق أميركا في العراق ليس هو الطريق السليم وبالتالي لابد من تعديله. \r\n \r\n إن شركات ومؤسسات الأخبار تتحمل مسؤولية كبرى في مجال استخدام هؤلاء الخبراء المستأجرين. كان الأولى بهذه المؤسسات إعطاء المزيد من الحرية للأصوات المستقلة التي ترفض ان تباع وتشترى. \r\n \r\n الآن يطالب السيناتور كارل ليفين «الديمقراطي» بإجراء تحقيق لمعرفة أولئك الذين يقفون وراء هذه الحملة الإعلامية المضللة وخاصة اولئك الذين يرتبطون بعلاقات تجارية بالبنتاغون. \r\n \r\n إن هذه هي البداية. وعلى المرشحين في الانتخابات الرئاسية ان يعربوا عن وجهات نظرهم حول تسويق هذا التضليل الذي يهدف الى إفساد الرأي العام مما أساء كثيرا لوسائل الإعلام المختلفة. إن دعايات رامسفيلد ليست ذلك الشيء الذي يشرف أميركا.