فمن المقرر أن ينظر المنتدى فى وثيقة من إعداد \"تحالف قطاع الأعمال ضد الفقر المزمن\" الذي يضم شركات \"نايك\" للأدوات الرياضية، و\"تى إن تى\" للبريد السريع، و\"أوليفير\" للأغذية، استنادا إلى زيادة الإنتاج الزراعي بسبب ثورات خضراء فى المكسيك والهند فى الماضي. \r\n \r\n وأكد حلف قطاع الأعمال العالمي أن شركات إنتاج المحروقات الزراعية يمكن أن تعلب دورا قياديا فى مثل هذه الثورة فى أفريقيا. \r\n \r\n واستدل بمشروع لشركة \"موسانتو\" كبرى منتجي للبذور المعدلة جينيا فى العالم، يهدف لزيادة محاصيل الذرة بإقليم \"سيايا\" فى كينيا بالتعاون مع شركتي \"سيبتكر\" و\"تكنوسيرف\" للمحروقات الزراعية. \r\n \r\n وتعرف شركة \"سيبتكر\" بتركيزها ضمن قطاعاتها الرئيسية، على زراعة نبات \"جاتروفا\" الذي يحتوى على نسبة عالية من الزيت ويمكن استخدامه كمصدر للمحروقات الزراعية. \r\n \r\n ويذكر أن موجة القلاقل والاضطرابات اندلعت فى الهند فى أغسطس الماضي جراء إرغام الفلاحين على ترك أراضيهم لتخصيصها لمزارع \"جاتروفا\". \r\n \r\n عقب محمد عيسى من \"مؤسسة تنمية الأعمال الاجتماعية\" فى غانا على هذا المخطط مؤكدا أن \"الشركات متعددة الجنسيات تحاول الاستيلاء على القطاع الزراعي زاعمة أن لديها الحل لحالة الجوع فى أفريقيا\". \"الوقود الحيوي والتقنيات الحيوية لن تفيد صغار المزارعين فى أفريقيا\". \r\n \r\n \r\n وشرح ل \"آي بى اس\" أنه \"لو أخذت (الشركات) مسئولية إمداد البذور المعدلة جينيا، فسوف ينتقل التحكم فى زراعة البذور من المزارعين إلى الشركات متعددة الجنسيات\". \"وبالطبع، فان غرض الشركات التى تعمل فى هذا المجال هو تحقيق الربح\". \r\n \r\n وذكر الخبير \"المزارعون استعانوا دائما بمعرفتهم الأصلية لزراعة ما يناسب البيئة التى يزرعون فيها. وما يحتاجونه هو تحسين ممارساتهم، لا بذور معدلة جينيا\". \r\n \r\n ومن الملفت للنظر أن مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، الأكاديمي الألماني كلاوس شواب، أقر بأن زيادة إنتاج المحروقات الزراعية تعتبر واحدة من القضايا الرئيسية التى يتعين على صانعي السياسات تناولها. \r\n \r\n فقد صرح مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي فى 16 يناير أن \"الوقود الحيوي يؤثر على إدارة المياة.. يؤثر على كيفية استخدام الأراضي الزراعية.. يؤثر على الأمن الغذائي.. {اينا ارتفاع أسعار الغذاء بصورة جوهرية مسفرا عن قضايا اجتماعية جوهرية لأنه يصيب الأهالي الفقراء أكثر منه ذوى الدخل الأكبر\". \r\n \r\n ويذكر أن الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبي قررت فى العام الماضي أن تمثل المحروقات الزراعية 10 فى المائة من اجمالى وقود وسائل النقل بحلول عام 2020، مما شكك فيه مؤخرا المفوض الأوروبي المسئول عن مساعدات التنمية لويس ميشيل. \r\n \r\n ففي مقابلة مع \"آي بى اس\" صرح المفوض الأوروبي أن هناك خطرا من أن تضرر الزراعية التقليدية فى أفريقيا إذا ما ما زرعت محاصيل المحروقات فى أراضى سبق وأن استخدمت لإنتاج الغذاء. \r\n \r\n وبدورها، ذكرت جيرترود فولك من شبكة \"الغذاء أولا\" للمعلومات والعمل، بأن الفلاحين فى أوغندا قد طردوا مؤخرا (من أراضيهم) لإتاحة إنتاج زيت النخيل، وهو الذي يعتبر المصدر الرئيسي للمحروقات الزراعية المستخدمة فى أوروبا. \r\n \r\n وأكدت الخبيرة \"المحروقات الزراعية قضية خطيرة جدا... فهي تقلص المناطق المتاحة لإنتاج الغذاء، وهو ما يؤدى إلى رفع أسعار الأغذية على المدى الطويل\". \r\n \r\n وتجدر الإشارة إلى أن قطاع الأعمال العالمي يهيمن على المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعتبر واحدا من أهم الأحداث المؤثرة على صياغة الأجندة السياسية فى العالم. فقد أكد ما يزيد على 900 من كبار المسئولين عن 75 فى المائة من كبرى الشركات فى العالم مشاركتهم فى اجتماع دافوس، بالمقارنة بمجرد عشرة زعماء نقابيين. \r\n \r\n وضمن الساسة الذين قرروا المشاركة فى اجتماع المنتدى وزيرة الخارجية الأمريكية، ورئيس وزراء بريطانيا، ورئيس كولومبيا، وآل غور الفائز بجائزة السلام ونائب الرئيس الأمريكي السابق، ورئيس البنك الدولي، إضافة إلى عدد من المفوضين الأوروبيين. \r\n \r\n كما سيشارك المغنى \"بونو\" الذي يدعو لإلغاء الديون المستحقة على أفقر دول أفريقيا وإتاحة نصيبها العادل من التجارة العالمية والذي اعتاد حضور المنتدى ويعرف بعلاقاته بكبار الزعماء السياسيين. \r\n \r\n هذا وقد عقب عدد من الخبراء المتابعين لأنشطة جماعات الضغط التابعة لقطاع الأعمال أنه من غير المستغرب أن يجذب منتجع دافوس السويسري، مقر المنتدى الاقتصادي العالمي، كبرى الشخصيات الأوروبية. \r\n \r\n فقال أوليفيير هوديمان من مرصد الشركات الأوروبي \"دافوس مكان مريح، فيكاد يستحيل تنظيم مظاهرات فيه لأنه يقع وسط الجبال\". \r\n \r\n وأضاف أن \"حضور عدد كبير من المفوضين الأوروبيين يبرهن على مدى توجههم للترويج لمصالح نخبة اقتصادية، أكثر منهم لتعميق التواصل مع المواطنين الأوروبيين\". \r\n \r\n وأختتم أنه من سخريات القدر أن تقود مكافحة الفقر شركات معروفة بدعمها لتحرير التجارة بصورة مضرة للمصالح الأفريقية \"فقد أدت أفعال صناعة الغذاء، أكثر من غيرها فى العقود الأخيرة، إلى تمزيق أنظمة الأمن الغذائي فى القارة الأفريقية\". \r\n \r\n ثم وصف \"حلف قطاع الأعمال ضد الجوع المزمن\" المروج للثورة الخضراء فى أفريقيا، بأنه \"ممارسة كلبية وساخرة لتنشيط مبادرات ضارة جدا كالهندسة الجينية والمحروقات الزراعية\".(آي بي إس / 2008)