\r\n \r\n ويبدو الوضع حول الملف النووي الايراني كما لو كان رواية تدور حول الجريمة ، لاسيما في ضوء التحركات المفاجئة الأخيرة لطهران. \r\n وقد وجدت إيران طريقة اصلية لحماية برنامجها لتخصيب اليورانيوم وتجنب العقوبات بهذه الطريقة ؛ أو على الأقل جعل العقوبات تبدو غير شرعية في نظر إيران والمجتمع الدولي. وكان غلام رضا اغا زاده ، رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قال ان إيران تبني حاليا منشأتها الخاصة للطاقة النووية بسعة 360 ميجاوات وتنوي انتاج الوقود للمنشأة نفسها بمركز للتخصيب في ناتنز. \r\n في ضوء الشروط الطبيعية للوقود النووي ، لن تخفض إيران أو تقلص برنامجها للتخصيب بل على العكس ستزيد على الأرجح عدد وحدات الطرد المركزي في ناتنز من 3000 إلى 5000 وحدة. \r\n وطبقا لأغا زاده ، فإن 3000 وحدة طرد مركزي يمكن ان تمد منشأة نووية واحدة فقط بسعة 100 ميجاوات. \r\n وكان التوقيت الذي اختاره اغا زاده للخروج بتصريحه المثير مناسبا اذ جاء بعد ان اعلنت موسكووواشنطن موقفيهما من بدء إرساليات الوقود النووي إلى منشأة بوشهر من روسيا ، حيث قالتا ان التسليم يوجد ظروفا مناسبة لايران لتلبية قرارات مجلس الأمن وتوصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستعادة الثقة في الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني. \r\n واستطردتا في القول ان إيران لم تكن بحاجة لامتلاك منشأة تخصيب لأن منشأة بوشهر حسب بنود العقد ستحصل دائما على الوقود الروسي. \r\n وقفزت طهران على الفرصة التي قدمتها مثل هذه التعليقات الاسترضائية من واشنطن وقالت أنها ستبني منشأة نووية أخرى بنفسها وستنتج الوقود لنفسها. \r\n الآن اصبحت إيران محقة رسميا في القول إن ارساليات الوقود النووي إلى منشأة بوشهر غير مرتبطة ببرنامجها النووي ، ولأنها عملت حساب كل شيء ، أمسكت القيادة الإيرانية المنشأة النووية في دارخوفين (وهي المنشأة المعنية) كورقة تستخدمها عند الحاجة. \r\n إن المسألة ستكون مختلفة لو أن الرسميات كافية لتجنب العقوبات. \r\n ان اللغة الفارسية فيها قول مأثور يناسب الموقف الخاص بدارخوفين تماما وهو البطة الذكية تقع في الشرك مرتين. ونفس هذا المصير قد ينتظر إيران. \r\n بيد ان ثمة كلمة (لكن) التي تفضل طهران تجنبها. وتماشيا مع معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية وتوصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان يتعين على إيران ان تبلغ الوكالة بالمشروع. وربما لم تكن طهران تعرف هذا ، والارجح ان سيناريو دارخوفين ليس إلا خدعة بسيطة ، وإذا ثبت أن إيران قامت بعمل ما سرا ، فإن العقوبات لن يمكن تجنبها. \r\n في تلك الاثناء ، كانت استجابة الولاياتالمتحدة للاتفاق الروسي الايراني حول امدادات الوقود إلى بوشهر مختلطة من حيث انه في الوقت الذي رحبت به الإدارة الأميركية كان الخبراء يتهمون موسكو مجددا بالتواطؤ مع إيران. \r\n ووصفت صحيفة نيويورك تايمز الشحنة الاولى من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى بوشهر بأنها ضربة في الصميم للهيبة الأميركية ، وقال صحفيون ان الإدارة الأميركية بدعمها ارساليات الوقود الروسي إلى بوشهر فقدت معركتها الطويلة مع روسيا ، والان حسبما يقولون ، ليس لدى مجموعة الستة حول المسألة الإيرانية اسنان لفرض عقوبات على طهران لرفض تجميد برنامج تخصيب اليورانيوم الايراني. \r\n فلماذا بدأت صحيفة مؤثرة نثر الرماد مبكرا؟ الواضح حسب تصريحات الدبلوماسيين وممثلي الإدارة سرا للصحيفة ان القرار الروسي لإمداد الوقود يعني دعما لإيران. \r\n مسكينة روسيا ، ففي ديسمبر من العام الماضي دعمت موسكو فرض عقوبات على إيران ، واتهم بعض الخبراء الروس هذا الموقف بانه مؤامرة ضد إيران مع الولاياتالمتحدة. الآن يمكن تأويل امدادات الوقود النووي إلى إيران لاسيما في الاتفاق مع واشنطن بأنه طوعي _ويشتمل على مشهد لعبته جيدا روسيا وايران. \r\n بناء على هذه الرغبة ، يمكن ان ينطبق هذا السيناريو بسهولة على كل من الدرع الدفاعي الصاروخي الأميركي في أوروبا والموقف من كوسوفو. \r\n \r\n بيتور جونشاروف \r\n معلق سياسي بوكالة نوفوستي الروسية للانباء والمعلومات \r\n خدمة ام سي تي والوطن - خاص ب\"الوطن\"