\r\n استمرار العنف لا يؤدي فقط الى ايقاع المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين حيث تقدر هذه الخسائر بحوالي 100 قتيل في المتوسط يوميا ولكنه يؤدي ايضا الى اعاقة الانتقال بصورة حادة بما يمنع عمال الاغاثة من الوصول الى من هم بحاجة للمساعدة وهذا يساهم في تدهور الوضع الانساني وظروف المعيشة، والشعب العراقي يعاني الكثير من الظروف السيئة ويأتي على رأسها بعد العنف عدم توافر المياه والخدمات الصحية والاغذية والطاقة الكهربائية. \r\n \r\n هناك الآن حوالي ثمانية ملايين عراقي بحاجة ماسة للمساعدات الانسانية والحماية وهذا الرقم يتضمن مليوني لاجئ عراقي يعيشون خارج بلادهم اضافة الى 2‚2 مليون نازح داخل العراق نفسه معظم هؤلاء اللاجئين والنازحين هم من النساء والاطفال. \r\n \r\n العراقيون الذين لجأوا الى سوريا والاردن وبدرجة اقل الى مصر وايران ولبنان يعيشون ظروفا صعبة، فهم يناضلون من اجل العثور على الاعمال لهم والمدارس لاطفالهم والرعاية الصحية لمن يحتاجها وفوق كل ذلك الامل. \r\n \r\n يتوجب على جيران العراق تحمل جزء مهم من المسؤولية فالشعوب التي استقبلت اعدادا ضخمة من اللاجئين العراقيين بدأت تضيق بهم ذرعا بسبب التكلفة العالية التي تتحملها وهي في الاساس شعوب لا يمكن وصفها بأنها غنية. الاردن على سبيل المثال يبلغ تعداد السكان فيه 6 ملايين نسمة استقبل وحده 750 ألف لاجئ عراقي ولنا ان نتصور الوضع الذي ستكون عليه الولاياتالمتحدة الغنية لو انها استقبلت 5‚37 مليون لاجئ. \r\n \r\n تعمل المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة مع وكالات الاممالمتحدة الاخرى والمنظمات غير الحكومية على تخفيف معاناة آلاف اللاجئين والنازحين العراقيين. هذه الوكالات تعمل حاليا على جمع عشرات الملايين لتوفير فرص التعليم والعناية بالاطفال. لا احد يعد بالقيام بالمعجزات فوضع العراق حاليا يجعله من اكثر الاماكن خطرا على الانشطة الانسانية في العالم. فمنذ 2003 قتل هناك 84 عاملا من عمال الاغاثة وتم جرح وخطف اعداد اكبر. الغالبية المنخرطة في اعمال الاغاثة هم من العراقيين وهؤلاء يخاطرون بحياتهم من اجل انقاذ حياة الآخرين. وعلينا الا ننسى انه وقبل اربع سنوات تمت مهاجمة مقر الاممالمتحدة في بغداد مما ادى الى مقتل 21 شخصا. \r\n \r\n علينا ان نتأكد ان الانشطة الانسانية مفصولة تماما عن اية اجندة سياسية او امنية او اقتصادية فنحن كعاملين في مجال الاغاثة همنا الاكبر هو تقديم العون لمن يعانون بأسلوب موضوعي وحيادي ومثل هذه المبادئ موجودة في الاسلام وفي الديانات السماوية الاخرى. انني اوجه الدعوة للحكومة العراقية وللسلطات المحلية والقوات المسلحة والميليشيات المختلفة والجماعات السياسية والدينية ان تبذل جهدها من اجل تعزيز المساعدات الانسانية وحمايتها لضمان وصولها لمن يحتاجها. \r\n