\r\n في الاسبوع الماضي، زار اول وفد للجامعة العربية إسرائيل ومر ذلك الخبر مرور الكرام دون ان يعطى الاهتمام الكافي وكان أشبه ما يكون بفرقعة ضعيفة تبعها الصمت المطبق إلى حد بعيد. \r\n \r\n الحقيقة إن زيارة وفد الجامعة العربية لإسرائيل قد طغت علهيا اخبار المبعوث الدولي توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق السيد بلير يتمتع بتفويض محدود وجاءت مبادرة السلام العربية القائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام لتضيف المزيد من الظلال والشكوك على امكانية نجاحها. ويمكن القول ان الاوضاع الحالية في الشرق الاوسط لا تبشر بالخير ولا بشيوع الاستقرار. \r\n \r\n مبادرة السلام العربية بها ضعف كبير حيث تدعو لاعتراف عربي كامل بإسرائيل مقابل اعادتها للأراضي التي احتلها في حرب الأيام الستة في 1967. هذه المبادرة تفتقد لوجود قوة دافعة لها في اوساط الإسرائيليين أو الفلسطينيين. ايهود اولمرت هو اكثر رؤساء الوزراء في إسرائيل من ناحية تدني الشعبية وسيكون خليفته المرجج في رئاسة الوزراء بنيامين نتانياهو الذي لا يمكن ان يوصف بأنه ينشد السلام. \r\n \r\n رئيس السلطة الفلسطينية خسر مؤخرا قطاع غزة لصالح الإسلاميين في حركة حماس البديل الوحيد المعقول لعباس ضمن معسكر فتح القادر على الوقوف في وجه حماس هو مروان البرغوثي الذي يقبع الآن في احد السجون الإسرائيلية هذا ليس كل شيء. الرئيس الأميركي جورج بوش دعا هذا الشهر لعقد مؤتمر دولي من أجل اجراء مفاوضات جادة وذلك في الخريف القادم. اسرائيل اوضحت بجلاء أنها لن تناقش «في هذا المرحلة القضايا الأساسية مثل الحدود وقضايا اللاجئين والقدس». اذا كان الأمر كذلك فماذا تبقى لتتم مناقشته؟ \r\n \r\n الانتفاضة الفلسطينية الثانية المسلحة الحقت أضرارا بالغة وكارثية في اوساط الشعب الفلسطيني. \r\n \r\n ما اثار حنق الفلسطينيين ان مفاوضات السلام التي تمت لم توصلهم إلى شيء فأكبر توسيع للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية تم خلال العملية السلمية التي انطلقت من اوسلو فخلال تلك الفترة ازدادت اعداد المستوطنين بنسبة 50% خلال الفترة من 1992 إلى 1996. \r\n \r\n ذلك النشاط الاستيطاني تم على يد شخصين حصلا على جائزة نوبل للسلام وهما اسحق رابين وشمعون بيريز. \r\n \r\n ولا شيء ألحق الضرر بعباس اكثر من فشله في تحقيق اي شيء لحل النزاع سلميا وانهاء الاحتلال ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي يتمدد. الاسوأ من ذلك ان بوش اقر ضم إسرائيل للمستوطنات الواقعة غربي جدار العزل الذي لا يزال قيد الانشاء في الضفة الغربية مما تسبب في مصادرة الكثير من الأراضي الفلسطينية وعزل القدس عن محيطها العربي في الضفة الغربية. اي حديث عن السلام يتجنب بحث القضايا الرئيسية هو ليس الا من قبيل الفرقعات التي تشد الانظار اليها للحظة ثم تذهب في سبيلها وتتلاشى. \r\n