\r\n وفي هذا الإطار، يقول \"كيم كيو- ريون\"، مدير التعاون الكوري الشمالي- الجنوبي ب\"المعهد الكوري للوحدة الوطنية\": إن الكوريين الشماليين \"سيُبدون تعاوناً أكبر؛ غير أن سقف التوقعات انخفض\"؛ حيث يرى \"كيم\" أن التأخر بنحو شهرين عن إنجاز الخطوة الأولى من الاتفاق الذي توصلت إليه الأطرافُ المشاركة في المحادثات السداسية في بكين بخصوص أسلحة كوريا الشمالية النووية، قد أضعف الزخم ونمّى \"أجواء انعدام الثقة بين الأطراف\". إذ كان من المفترض أن تقوم كوريا الشمالية بإغلاق مفاعلها النووي قبل الرابع عشر من أبريل الماضي، أي بعد توقيع اتفاق البلدان الستة في الثالث عشر من فبراير بستين يوماً، وهو الاتفاق الذي تحصل بموجبه كوريا الشمالية في الأخير على مساعدات بقيمة مليارات الدولارات. \r\n \r\n بيد أن كوريا الشمالية لم تكن على عجلة من أمرها في ما يبدو، حيث طالبت في البداية بتحويل ودائع بقيمة 25 مليون دولار في أحد البنوك الآسيوية. وكانت الولاياتالمتحدة قد أدرجت هذا البنك ضمن اللائحة السوداء بتهمة الضلوع في ترويج الأوراق النقدية من فئة 100 دولار المزوَّرة في بيونج يانج. \r\n \r\n بعد يومين على إعلان سلطات ماكاو عن تحويل الودائع من بنك \"دلتا آسيا\"، أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية خلال عطلة نهاية الأسبوع عن استعداد بيونج يانج لاستقبال مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأول مرة منذ طردهم نهاية 2002. حيث أفادت وكالة الأنباء الرسمية بأن المدير العام لمديرية الطاقة الذرية في كوريا الشمالية \"ري جي- سون\" قد بعث برسالة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخصوص \"مناقشة الإجراءات الضرورية\" من أجل \"تعليق نشاط المنشآت النووية في يونجبيون، في إطار اتفاق الثالث عشر من فبراير\". \r\n \r\n وأوضحت وكالة الأنباء أن الرسالة بُعثت، لأن التحويل كان جارياً؛ حيث انتقلت الودائع، بموجب اتفاق كانت وراءه وزارة الخارجية والخزينة الأميركيتان، من \"بنك دلتا آسيا\" إلى بنك الاحتياط الفيدرالي في نيويورك، ومن ثمة حُولت إلى البنك المركزي الروسي، الذي وافق على تحويلها بدوره لكوريا الشمالية. \r\n \r\n وبالرغم من أن كوريا الشمالية قد تغلق مفاعلها النووي، فإن المراقبين يتوقعون أن تزداد عملية التفاوض صعوبة وتعقيداً بالنظر لضغوط الولاياتالمتحدة من أجل معرفة تفاصيل البرنامج النووي، مثلما ينص على ذلك الاتفاق. كما يُنتظر أن تطالب الولاياتالمتحدة كوريا الشمالية بالتخلي عن كامل مخزونها النووي، بما في ذلك ما بين 6 و12 رأساً نووية يُعتقد أنها صُنعت في يونجبيون. وفي هذا السياق، يقول \"كيم\": \"ستكون ثمة حاجة للمزيد من الوقت للحصول على معطيات بخصوص المنشآت؛ غير أنه لا أحد يعرف إلى أي مدى سيكون التقرير دقيقاً\". \r\n \r\n وقد رحب المسؤولون الأميركيون والكوريون الجنوبيون بالدعوة التي تلقتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإن قال المبعوث الأميركي الخاص \"كريستوفر هيل\"، الذي من المرتقب أن يمضي جولة هذا الأسبوع في كل من اليابان والصين وكوريا الجنوبية، إن على \"الشمال\" أن يكشف عن تفاصيل برنامجه الخاص بصنع رؤوس نووية باستعمال اليورانيوم عالي التخصيب. وفي هذا الإطار، قال \"هيل\" خلال توقفه في \"يولان باتور\" بمنغوليا: \"إنها خطوة نرحب بها؛ ويجب أن تتلوها خطوات أخرى. ولكن مما لاشك فيه أنها خطوة ما كنا لنستطيع إحراز التقدم بدونها\". وأضاف \"هيل\" قائلاً إن المسؤولين الكوريين الجنوبيين أخبروه بأن سيئول تستعد لإرسال النفط إلى \"الشمال\"، مثلما ينص على ذلك الاتفاق. \r\n \r\n يُذكر أن الكشف عن برنامج \"الشمال\" في 2002 هو الذي نسف اتفاق جنيف لعام 1994، الذي كانت كوريا الشمالية قد علقت بمقتضاه برنامجها لصنع رؤوس نووية من البلوتونيوم في يونجبيون، التي تقع على بعد نحو 60 ميلاً إلى الشمال من بيونج يانج؛ حيث أعلنت كوريا الشمالية بعد رحيل المفتشين الدوليين أنها استأنفت البرنامج؛ إلا أنها نفت مراراً أن تكون لها أي علاقة باليورانيوم المخصب. وبالمقابل، قال \"هيل\" مؤخراً إن كوريا الشمالية اشترت أجهزة الطرد المركزي اللازمة لتخصيب اليورانيوم من باكستان، وإن \"عليها أن تتخلى عن البرنامج\". \r\n \r\n ويقول \"لي كي- هونج\"، مدير مكتب صحيفة \"دونج إي إيلبو\" في واشنطن، إنه في ظل تسوية \"مشكلة بنك دلتا آسيا\" وإغلاق المفاعل \"يرى الكثيرون أن تفكيك برنامج اليورانيوم سيكون أصعب عشر مرات من السابق\". كما يتوقع \"لي\" ألا يحدث شيء في إدارة بوش بعد أن تقوم كوريا الشمالية بإغلاق المفاعل تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية -إلى ما بعد يناير 2009 عندما يتم تنصيب خلف للرئيس بوش. \r\n \r\n وفي انتظار ذلك، يقول المحللون إن كوريا الشمالية، ستفاوض حول شحنات الأرز والأسمدة من كوريا الجنوبية، وحول قبولها في النظام المالي الدولي. يذكر هنا أن كوريا الجنوبية أوقفت شحنات الأرز إلى حين إغلاق المفاعل قبل أن تعد لاحقاً بإرسال 20000 طن من المساعدات العاجلة. \r\n \r\n دونالد كورك \r\n \r\n مراسل \"كريستيان ساينس مونيتور\" في سيئول \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n \r\n