\r\n \r\n \r\n ربما تؤجل عملية انتخاب رئيس جديد لها. أما بريطانيا فمن المتوقع لها أن تنتخب رئيساً جديداً للوزراء بنهاية موسم الصيف الحالي، فيما لو سارت الأمور على نحو ما هو مقرر، إثر تنحي بلير عن منصبه. وليس مستبعداً استبدال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال موسم الصيف أيضاً. وفي الاتجاه ذاته، تسير الحملات الانتخابية الرئاسية في كل من الولاياتالمتحدة الأميركية وروسيا، المتوقع إجراؤها في العام المقبل، على قدم وساق. \r\n وفي الولاياتالمتحدة، أجرى المرشحون \"الديمقراطيون\" للمنصب الرئاسي، أولى حواراتهم الانتخابية، في السادس والعشرين من أبريل المنصرم بمدينة \"أورانجبيرج\" بولاية كارولينا الجنوبية. وقد تبينت مكامن الضعف والقوة في مواقف المرشحين \"الديمقراطيين\" الرئيسيين الثلاثة: السيناتورة هيلاري كلينتون من ولاية نيويورك، والسيناتور باراك أوباما من ولاية إلينوي، ثم السيناتور السابق جون إدواردز، خلال تلك الحوارات العامة. وعلى الرغم من أن هيلاري كلينتون، تبدو الأكثر أهلية للترشح للمنصب الرئاسي، إلا أن هناك من يأخذ عليها صرامة شخصيتها وخلوها من أي روح للدعابة والمرح. وفي هذا الجانب بالذات، فإن عليها تعلم الكثير من زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون. أما منافسها باراك أوباما، فلعله الأكثر شعبية، لاسيما في أوساط الشباب، بسبب معارضته المبكرة للحرب على العراق، حتى قبل اشتعالها. لكن المشكلة أن أداءه كان مخيباً للآمال في هذه الجولة الأولى من الحوار العام. ويتوقع أن يتحسن أداؤه في جولات الحوار المقبلة، خاصة أن تلك الجولة كانت الأولى له على الإطلاق. وخلافاً لأوباما، فقد كان المتنافس \"الديمقراطي\" الثالث، جون إدواردز بارعاً في حديثه في الجولة الأولى من الحوار، إلا أن ما ينال من شعبيته ويخصم منها، ادعاؤه كونه محامياً شديد الثراء، نذر نفسه للدفاع عن قضايا الفقراء والمحرومين في بلاده. والحقيقة أن \"قصة الشعر\" التي أجراها خصيصاً قبيل انطلاق حملته الانتخابية الحالية، والتي كلفته 400 دولار أميركي، لم تكن لتحسب مطلقاً لصالح الشعارات التي ينادي بها! وكان في وسعه تحويل هذه الزلة إلى مزحة ومادة للضحك، إلا أنه لم يفعل، مما ثبت انطباعاً سلبياً عنه! وفي الصف الثاني من المرشحين \"الديمقراطيين\"، هناك السيناتور جو بايدن من ولاية ديلاوير، وكذلك بيل رتشاردسون، حاكم نيومكسيكو. وقد أظهر كلاهما أهليته وقدرته على نيل شعبية مؤيدة له في حملته الانتخابية، سواء تعلق الأمر بمنصب نائب الرئيس، أو بمنصب وزير الخارجية، في ظل أي إدارة ديمقراطية جديدة. \r\n هذا وقد أظهرت آخر استطلاعات الرأي العام التي أجريت، اطمئنان \"الديمقراطيين\" لخياراتهم الترشيحية، خاصة مع ما يبدو على جميع المرشحين من وحدة في مهاجمتهم لإدارة الرئيس جورج بوش، بدلاً من التآمر والتكالب على بعضهم بعضاً. لكن ليس مستبعداً أن يطرأ تغير على المواقف الحالية، مع اشتداد حمى التنافس الانتخابي، وبلوغه مدى أكثر حدةً. \r\n أما المرشحون \"الجمهوريون\" في الطرف الثاني من المعركة، فإنهم يواجهون معضلة أشد تعقيداً فيما يبدو. ذلك أن استطلاعات الرأي العام في أوساطهم، أظهرت عدم رضا القواعد الناخبة عن قائمة مرشحي الحزب، وتطلعت هذه القواعد إلى بروز أسماء ومرشحين جدد. ويتقدم المرشحين في هذا الجانب، كل من السيناتور جون ماكين من ولاية أريزونا، ورودي جولياني، عمدة مدينة نيويورك السابق. وكلاهما مثير لمشاعر الخيبة الانتخابية لأكثر من سبب وقضية. فمما يعرف عن جون ماكين، تشبثه الذي لا فكاك منه بالحرب على العراق، وبسياسات بوش المعمول بها حالياً هناك. لذلك وفيما لو أفلحت خطة زيادة عدد القوات هذه، في تحقيق أهدافها ومراميها، فإن ذلك سيكون من صالح ماكين انتخابياً، على المدى البعيد. إلا أنها تظل في الوقت الحالي، عبئاً ثقيلاً عليه. أما نقطة ضعف رودي جولياني الرئيسية في نظر القواعد الانتخابية المحافظة، فتكمن في مساندته الصريحة لحقوق \"الشواذ\" وللسيطرة على البنادق والأسلحة الشخصية، إلى جانب مساندته لحقوق الإجهاض، يوم أن كان عمدة لمدينة نيويورك. وتضاف إلى تلك المواقف، حقيقة أنه تزوج للمرة الثالثة. \r\n ثم هناك مرشح \"جمهوري\" ثالث، هو \"مت روميني\" الحاكم السابق لولاية ماساشوسيتس، والذي تمكن من توفير مبالغ مالية طائلة لحملته الانتخابية. غير أنه يبدو \"أحمق\" هو الآخر في عيون ناخبيه، ولا يزال عليه التحرك باتجاه أكثر محافظة ويمينية فيما يتعلق بعدد من القضايا الاجتماعية، خاصة وأنه مطعون في سلوكه المحافظ في هذه القضايا المثيرة لحساسية وحفيظة \"الجمهوريين\". وفي الصف الثاني من مرشحي \"الجمهوريين\"، هناك السيناتور \"براونباك\" من ولاية كانساس، إلا أنه لا يثير اهتمام الناخبين مطلقاً. وهناك مرشحون محتملون لم يعلن عن ترشيحهم بعد، من بينهم \"تشاك هاجل\"، السيناتور المفارق من ولاية نيفادا. لكن رغم معارضته المبكرة للحرب على العراق، إلا أن فرصه تظل محدودة وهامشية جداً للفوز بالترشيح، ما لم يطرأ تدهور أسوأ في مسار الحرب. ثم هناك \"نيوت جنجريتش\" الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط القواعد \"الجمهورية\" الناخبة، بيد أنه يوصف بعدم القابلية للترشيح أصلاً، في عيون عامة الناخبين. وربما يبدو الممثل السينمائي المشهور والسيناتور من ولاية كارولينا الجنوبية \"فريد تومبسون\"، أحد المرشحين المحتملين المنقذين للحزب \"الجمهوري\" من وهدته في الانتخابات المقبلة. وبالنسبة ل\"الجمهوريين\" الذين يشدهم حنين العودة إلى عهد الرئيس الأسبق رونالد ريجان، فربما كان \"تومبسون\" هو المرشح المثالي للحزب. لكن المشكلة أنه لا يزال عليه دخول حلبة الترشيح، مع العلم بأنه أعلن مؤخراً عن إصابته بمرض السرطان، ما أدى لتأجيل النظر في أمر ترشيحه. \r\n وبالنظر إلى الأهمية القصوى التي تحظى بها الجولة الانتخابية الأولى في الولايات الكبرى، مثل كاليفورنيا، فإنه ستتضح القائمة النهائية للمرشحين الرئاسيين في وقت مبكر من العام المقبل. وإلى أن يتم ذلك، لا تزال إدارة بوش تواصل مواجهتها مع \"الديمقراطيين\" في الكونجرس، بينما لم تلح بعد أية بشائر \"تحسن\" في مسار الحرب الدائرة على العراق. ولذلك فسيهيمن العراق على مسار الحملة الانتخابية لعدد من الشهور المقبلة. \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n