حظي الشرق الأوسط بحصة يعتد بها من الأسئلة التي وجهت إلى المشاركين في مناظرة علنية جرت بين مرشحي الحزب الديموقراطي الأمريكي ممن يطمحون إلى تمثيل الحزب في المرحلة الأخيرة من سباق الرئاسة العام المقبل. وبثت محطات تلفزيون أمريكية المناظرة التي عقدت مساء الأحد الماضي وحظيت باهتمام ملحوظ من الناخبين وذلك وسط نتائج أعلنتها مؤخراً أجهزة رصد مواقف الرأي العام وأظهرت تفوق هيلاري كلينتون بفارق كبير على منافسيها الديموقراطيين. وشارك في المناظرة السيدة كلينتون وباراك أوباما وجون إدواردز وجوزيف بيدن وكريس دور ومايك جرافيك ودينس كوسينيش وبيل رتشاردسون. وجرى الحوار العلني بدعوة من جامعة آنسلم بولاية نيوهمبشاير ذات الحساسية الانتخابية الخاصة. وتناول الحوار الحرب ضد الإرهاب فوصفها إدواردز بأنها "شعار" رفعه الرئيس جورج بوش دون أي محتوى حقيقي. إلا أن السيدة كلينتون رفضت ذلك وقالت إن الأمريكيين اليوم أكثر أمناً مما كانوا عليه قبل 11 سبتمبر فيما اعترض أوباما على تشتيت جهود مواجهة الإرهاب بشن الحرب في العراق. وسئل المرشحون الديموقراطيون عما إذا كانوا سيصدرون أمراً بقتل أسامة بن لادن ولو كان ذلك سيؤدي إلى قتل مدنيين بإطلاق صاروخ على مخبئه فقال أوباما "لقد أعلن بن لادن الحرب ضدنا وحين يكون أمامك هدف عسكري كهذا فإنك تقصفه". وقالت كلينتون" إذا كان بوسعنا قتله دون آثار جانبية كبيرة فإن علينا أن نفعل ذلك". وكان المرشح الوحيد الذي اعترض على ذلك هو كوسينيش ذو الميول اليسارية الذي قال"إنني أعارض سياسات الاغتيال ولا أرى أن من الصحيح أن يصدر رئيس الولاياتالمتحدة أمراً باغتيال بن لادن". وحول الحرب في العراق أصر إدواردز على أن الكونجرس أخطأ في الموافقة على صرف الاعتمادات المطلوبة لتمويل القوات في العراق دون أن يلحق بها شرطاً يتعلق بالجدول الزمني للانسحاب. وقالت كلينتون إن الأمر ليس بهذه البساطة إذ إنه يتصل بتمويل القوات خلال وجودها في ميدان القتال وشاركها أوباما هذا الرأي بصيغة مختلفة. وقالت كلينتون إنها وافقت على تشريع يسمح بشن الحرب"بناء على معلومات استخبارية خاطئة". وكرر إدواردز الموقف ذاته. غير أن أوباما الذي لم يكن عضواً في الكونجرس آنذاك انتقد موقفيهما قائلاً إن"صحوة" إدواردز ومعارضته للحرب" جاءت متأخرة بمدة أربعة أعوام ونصف العام". وطالب المرشحون بسحب القوات من العراق فيما قالت كلينتون إن الحرب هناك هي "حرب بوش فهو الذي شنها وهو الذي أساء إدارتها وهو الذي يصعدها وهو الذي يرفض وقفها". وبشأن إيران قال إدواردز إن "علينا أن نعزل النظام الإيراني عن الشعب الإيراني مع تطبيق سياسة تعتمد على استخدام العصا والجزرة معاً. وحين سئلت هيلاري كلينتون عما ينبغي أن يكون عليه موقف الولاياتالمتحدة تجاه إيران قالت إن وقت الدبلوماسية قد حان منذ زمن وإن الإدارة الحالية ترفض الدبلوماسية. وأضافت" علينا أن نرسل دبلوماسيين مثل بيل ريتشاردسون (حاكم نيومكسيكو) مبعوثاً إلى البقاع الساخنة في العالم". وسئلت كلينتون مرة أخرى عن إمكانية استخدام القوة ضد طهران فتجنبت الإجابة على السؤال قائلة" لن أرد على سيناريوهات افتراضية". ورداً على سؤال حول ما سيفعله أي مرشح من المشاركين إذا أصبح رئيساً بالرئيس السابق بيل كلينتون فقال ريتشاردسون إنه سيسعى ليصبح كلينتون أميناً عاماً للأمم المتحدة وقال أوباما إنه سيعينه مبعوثاً خاصاً في أنحاء العالم وهو الرأي الذي عبرت عنه هيلاري أيضاً، أما جرافيك فقد وافق على اقتراح الأخير مضيفاً" ولكن عليه أن يأخذ زوجته معه". ولم يأت ذكر القضية الفلسطينية أو احتلال إسرائيل لأراض عربية خلال المناظرة بين المرشحين الديموقراطيين. وكان استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "إيه.بي.سي" الإخبارية قد أوضح أن هيلاري كلينتون تحصل على 42% من تأييد الديموقراطيين أو المستقلين ذوي الميول الديموقراطية فيما يحصل أوباما على 27% وإدواردز على 11%. في المقابل حصل المرشح الجمهوري رودي جولياني على 34% من دعم الجمهوريين والناخبين ذوي الميول الجمهورية فيما حصل منافسه جون ماكين على 20% وفريد تومبسون على 13% وميت رومني على 10%. وسوف يعقد 10 مرشحين جمهوريين مناظرة مماثلة في الولاية ذاتها مساء الثلاثاء المقبل. ويذكر أن أولى جولات التصفيات الأولية بين المرشحين تجري بصفة تقليدية في نيوهمبشاير. ويحظى من يفوز في تلك الانتخابات التمهيدية بقوة دفع تجعله المرشح المرجح لحزبه في أغلب الأحوال ولكن ليس فيها جميعاً.