تشارك 60 دولة و50 ألف عالم في البحوث التي سوف تركز خلال العام القطبي الدولي على وقع الاحتباس الحراري علي القطب الشمالي، الذي يقدر أنه يحتوى على ربع احتياطي النفط والغاز غير المكتشف حتى الآن في العالم. أفاد علماء كندا مؤخرا عن انهيار "رف ايلز الجليدي"، واحد من ستة أرفف جليدية متبقية، فتشكلت جزيرة جليدية مساحتها 66 كلم مربع وسمكها 40 مترا. ورغم صغر هذه الجزيرة الجليدية الجديدة بالمقارنة بتلك التي تكونت بعد انهيار رف "لارسين بى" في 2002 بمساحة 2700 كلم مربع، إلا أن سقوط رف "ايلز"، ويتراوح عمره ما بين 3000 و4500 سنة، يعتبر أكبر انهيار في 25 عاما. ويذكر أن الأرفف الجليدية دأبت على الانهيار تدريجيا على شكل قطع صغيرة نسبيا، وأنها قد تقلصت الآن بنسبة 90 في المائة بالمقارنة بما كانت عليه منذ مائة عام. ويذكر أيضا أن العام الدولي، ويبدأ في أول مارس القادم ويستمر حتى مارس 2009 أي أنه يستمر لعام آخر، سوف يركز على إجراء البحوث العلمية في القطب الشمالي بميزانية تبلغ 500 مليون دولار تساهم كندا فيها ب 160 مليونا. وصرح ديفيد هيك، عالم الأحياء ورئيس العام الدولي في كندا، ل "آي بى اس" أن "معدلات التغير في القطب الشمالي ترتفع بسرعة. والمنطقة تعانى من تأثير التغيرات المناخية في المقام الأول، ولذلك من المهم أن نتعرف على كيفية التأقلم والتصرف". وأضاف أنه "من المتوقع أن يكون القطب الشمالي عاريا من الجليد في فترة الصيف في غضون مجرد 40 سنة من الآن، مما ينطوي على تبعات هائلة على المنطقة وسكانها المحليين"، الذين يبلغ عددهم أربعة ملايين نسمة. وذكر هيك أيضا أن التغيرات الاقتصادية تؤثر بدورها على ارتفاع حرارة القطب، مضافا إليها ارتفاع الأسعار الموارد، مثل النفط والغاز والمواد المعدنية، مما فرض على أنحاء من القطب الشمالي أسرع معدلات النمو في كندا. وأوضح أنه "في مجرد 15 سنة، أصبحت كندا واحدة من كبرى منتجي الماس في العالم.. كما يقدر أن القطب الشمالي يحتوى على 25 في المائة من احتياطي النفط والغاز غير المكتشف في العالم". وأضاف أن "عمليات التنقيب تجرى بسرعة فائقة في المنطقة. والآن، دخل مشروع لمد خط أنابيب من المحيط القطبي الشمالي، لنقل الغاز الطبيعي جنوبا عبر وادي ماكنزى الكندي، بتكلفة 10 مليار دولار، دخل في مرحلة التخطيط النهائية". وبدوره، قال ديفيد كارلسون، مدير برنامج العام الدولي، في كمبردج، بريطانيا، ل "آي بى اس"، أن "النظام المناخي العالمي هو بمثابة توازن بين المناطق الباردة والمناطق. ومن ثم، فإن التغيرات التي تقع في المناطق الباردة تؤثر على الأنمطة المناخية في العالم، مما يتسبب في تأثيرات ضخمة على المعيشة في مختلف أرجاء الأرض". هذا وقد أنقضت 50 سنة على آخر دراسات عالمية أجريت على المناطق الباردة بمشاركة علماء وباحثين من 67 دولة في إطار ما سمى بالعام الجغرافي الطبيعي العالمي. فيشعر العلماء اليوم بالحاجة الملحة لتفهم العلاقة بين التغييرات الواقعة في الجليد القطبي والمحيطات والطبقات المجمدة باستمرار تحت سطح الأرض في المناطق القطبية، وبين بقية أنحاء الأرض بسبب التأثيرات الجماعية المتحملة، وفقا لكارلسون. ويفسر هذا مشاركة بلدان غير قطبية مثل الصين وماليزيا في الجهود العلمية على مدى العام العالمي، وتعاونها في أكبر مشروع علمي دولي منذ 50 سنة. وينظم العام الدولي كل من المجلس العلمي الدولي والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، برعاية برنامج الأممالمتحدة للبيئة. هذا وأثارت البحوث اهتمام الرأي العام نظرا لتسليط وسائل الإعلام مؤخرا على تأثير التغيرات المناخية على الحيوانات القطبية. ويتوقع أن يزداد هذا الاهتمام في الأسابيع المقبلة بنشر تقرير اللجنة الدولية المعنية بالتغيرات المناخية، الذي قام على إعداد 2500 عالما من 130 دولة، على مدى ست سنوات، والذي سوف يتضمن معلومات جديدة عن التغيرات الواقعة في المناطق القطبية. (آي بي إس / 2007) بقلم ستيفن ليهى