فمن ناحية، ترغب حكومة بكين في دعم المصادر البديلة للطاقة، ومن ناحية أخرى تشدد على أهمية الأمن الغذائي الوطني وأولويته على \"الأجندة الخضراء\" التي تعتزم إتباعها، فما كان منها إلا أن تقييد استخدام المحاصيل لإنتاج الطاقة. \r\n \r\n أكد وانغ تشياو بينغ، المسئول في وزارة الزراعة الصينية، أن \"أهم شيء بالنسبة للصين هو ضمان الغذاء ل 1،3 مليار نسمة. بعد ذلك، سوف ندعم إنتاج الوقود الحيوي\". \r\n \r\n لكنه يذكر أن الحكومة قد شجعت مؤخرا على إنتاج الوقود الحيوي بغية خفض اعتمادها على النفط المستورد، والذي تستمد 43 في المائة منه من الخارج بعد أن كانت تصدره في الماضي. \r\n \r\n ومن الناحية البيئية، يعتبر الوقود الحيوي بديلا أفضل للنفط الملوث، مما حمل المسئولون على وضع مصادر الطاقة \"الخضراء\"، كوقود الايثانول وال\"بيو ديزل\"، في مكانة بارزة في قائمة أولويات خطة التنمية الخمسية. \r\n \r\n ويتطلع مخططو التنمية في الصين إلى أن تمثل مصادر الطاقة \"الخضراء\" 15 في المائة من كافة أنواع الوقود المستخدم في قطاع النقل، وذلك بحلول عام 2020. \r\n \r\n هذا وقد نسب للطلب المتزايد على الوقود الحيوي بعض المسئولية ارتفاع أسعار الحبوب وانخفاض مخزونها. فبلغ سعر القمح أعلى مستوى له في عقد كامل، بسبب انخفاض المحاصيل في بعض أهم البلدان المنتجة له كالولايات المتحدة واستراليا، بينما ارتفع سعر الذرة بنسبة 20 في المائة في الأسواق المحلية. \r\n \r\n فاضطرت الصين إلى بيع بعض احتياطها من القمح لوقف الأسعار وتفادى انتشار الذعر بين الأهالي. كما شعرت بالحاجة إلى تقييد استخدام الذرة لإنتاج الوقود الحيوي رغم التوقعات التي تنبأ بمحاصيل ضخمة منها هذا العام. \r\n \r\n صرح يانغ جيان، مدير تخطيط التنمية بوزارة الزراعة، أن الساسة المتبعة تجاه إنتاج الوقود الحيوي هي \"أنه لا ينبغي أن يؤثر على استهلاك الغذاء ولا أن يتنافس مع محاصيل الحبوب في الأراضي الزراعية\". \r\n \r\n وتقدر الحكومة أن الذرة تمثل زهاء 75 في المائة من المواد الخام المستخدمة لإنتاج الميثانول في الصين، والذي يتوقع أن يبلغ 1،3 مليون طن هذا العام، حسب مصادر رسمية، أو 5 مليونا وفقا لتقديرات بعض الخبراء، مقابل طن واحد في 2005 و10 ملايين في عام 2010. \r\n \r\n ومن بين عناصر المعضلة التي تواجهها الصين قلقها من أن يؤدى الاستمرار في الاستخدام المتزايد للحبوب لإنتاج الطاقة إلى عجز في الإمدادات الغذاء، مما قد يضطرها إلى الاستيراد من الخارج، وهو ما ترفضه نظرا لحساسيته العظمى. \r\n \r\n وثمة مشكلة كبرى أخرى الا وهي الانخفاض النسبي لمساحة الأراضي المزروعة بالمقارنة بتعداد السكان. \r\n \r\n فعلى الرغم من أن محاصيل الحبوب يتوقع أن تسجل رقما قياسيا هذا العام بحجم 490 مليون طن، إلا أن الحكومة تخشى أن تؤثر ظاهرة تقلص مساحة الأراضي المزرعة على الإمدادات الغذائية في المستقبل القريب، حيث يقدر أنها انكمشت 8 مليون هكتارا بين 1999 و2005. (آي بي إس / 2007)