مسئول أمريكي: مصر مهيأة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح محصول القمح أكد ديك برايور نائب رئيس مؤسسة القمح الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا أن مصر مهيأة لزراعة كل أنواع القمح وتحقيق الاكتفاء الذاتي خاصة وأن لديها كافة المقومات من أراض ومناخ وبيئة مناسبة إلا أن الأمر يحتاج الى تكاتف جهود الحكومة والمزارعين والمستثمرين. وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تدفقا كبيرا من جانب المستثمرين العرب والأجانب للاستثمار في مصر خاصة في القطاع الزراعي لمواجهة أزمة الغذاء العالمي. ولفت برايور خلال المائدة المستديرة التي عقدت بالقاهرة لمناقشة تأثير أزمة الغذاء وارتفاع أسعار القمح والحبوب على مصر إلى أن السودان سيكون لها أيضا نصيب كبير من الاستثمارات في المجال الزراعي. وأشار في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية إلى أن أسعار القمح من المتوقع أن تنخفض عالميا الموسم المقبل نتيجة زيادة الانتاج العالمي، وقال أنه سيكون هناك منافسة قوية بين الدول في بورصة الحبوب لتلبية احتياجات الدول المختلفة. وأضاف ان مصر تعتبر من أكثر ثلاث دول على مستوى العالم مع اليابان والبرازيل استيرادا للقمح ولذلك تتنافس الدول المصدرة على تلبية احتياجاتها، لكونها سوقا هاما مشيرا الى أن أوكرانيا على سبيل المثال أصبحت من الدول التي تتنافس وبقوة في سوق توريد القمح لمصر. ونفى برايور أن يكون هناك أي تدخل سياسي لتوريد أو عدم توريد القمح لمصر مؤكدا أن هذا يخضع للعرض والطلب و أن المزارعين يهتمون في المقام الأول بتحقيق مصالحهم وأعلى منفعة لهم مؤكدا أنه طوال عمله في المؤسسة لم تصدر اليه أي أوامر سياسية في هذا الشأن. إنتاج الوقود الحيوي وحول قضية استخدام المحاصيل الزراعية عالميا في إنتاج الوقود الحيوي، توقع المدير المسئول في مؤسسة القمح الأمريكية شانون شيلخت أن تستمر الدول المنتجة لذلك النوع من الوقود في زيادة معدلات استهلاكه، مشيرا إلى أن ذلك سيؤثر بالطبع على أسعار الحبوب التي يستخرج منها هذا الوقود خاصة الذرة والشعير. وقال شيلخت ان البرازيل والولايات المتحدة تليهما أوروبا تعتبر من أكبر الدول المنتجة للوقود الحيوي في العالم حاليا. وأضاف ان القوانين الأمريكية يتم الآن تعديلها للتعامل مع الوقود الحيوي حيث سيكون هناك بحلول عام 2022 التزام بادخال نسبة معينة من الوقود الحيوي الى المحركات. وأشار شيلخت الى أنه اذا ما ثبت خطورة هذا الوقود الحيوي سواء على الطبيعة أم على استخدامات الانسان من الحبوب فأنه سيتم التراجع فورا من جانب الحكومة عن استخداماته. وكان خبراء في وكالة الطاقة الدولية قد توقعوا أن يصل الإنتاج العالمي من الوقود الحيوي إلى 1.75 مليون برميل يوميا بحلول عام 2012 أي أكثر من مثلي مستويات عام 2006. وأشار الخبراء إلى أن هذا النوع من الوقود سيظل هامشياً لان الأحوال الاقتصادية ستعوق تحقيق مزيد من النمو في هذا القطاع كما ورد في صحيفة "الخليج" الإماراتية. وفي ظل طفرة الوقود الحيوي المتسارعة، تثار المخاوف من أن تزداد معاناة البشر من الجوع بسبب ارتفاع أسعار الطعام خاصة بعد أن ارتفعت فاتورة الغذاء العالمي بنحو 50% خلال الأعوام الخمسة الماضية. وأشار برنامج الغذاء العالمي إلى أن السعر الذي يتم دفعه لشراء الذرة قد ارتفع إلى نحو 120% في الشهور الستة الماضية في بعض الدول. منظمة الاغذية الفاو وعلي الصعيد نفسه، حذرت منظمات دولية وخبراء في مجالي الغذاء والبيئة من أن الاعتماد المتزايد على الوقود الحيوي المستخرج من النباتات يساهم بشكل كبير في ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية في السوق العالمية ويهدد التوازن ا لبيئي. وقال تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة (FAO) التابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إنه ستكون هناك حاجة إلى كميات كبيرة من محاصيل الذرة والقمح وبذرة اللفت وقصب السكر من أجل إنتاج الإيثانول والديزل الحيوي ،الأمر الذي يهدد الأراضي الزراعية ويقود إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية ومشتقاتها في الأسواق العالمية.